وسط الخشية من الاضطرابات في اعقاب تحذيرات متتالية من دول الجوار الرافضة للاستفتاء على استقلال اقليم كردستان العراق، أكد رئيس الإقليم مسعود بارزاني، في مؤتمر صحافي امس أنهم ماضون قدما في الاستفتاء ويرفضون لغة التهديد. وأضاف «الاستفتاء مجرد خطوة أولى وستكون بعده عملية طويلة ومستعدون لمواجهة أي عدوان لكن لا نفكر في نزاع عسكري أبدا ولن يستطيع أي مسؤول سياسي أو عسكري إيقاف الاستفتاء».
وقال بارزاني «إن دولتنا القادمة ديموقراطية مدنية وليست مذهبية»، مضيفا أنهم يعتقدون أن معارضي الاستفتاء والمجتمع الدولي سيتعاملون مع الأمر الواقع.
وفي نفس توقيت مؤتمر بارزاني الصحافي، اطل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة متلفزة ليؤكد أنهم يرفضون التفرد بقرار يمس وحدة العراق وأمن واستقرار المنطقة، مضيفا أن معظم مشاكل كردستان داخلية وليست مع بغداد وستتفاقم بعد الاستفتاء. وأكد العبادي أن الرواتب والهبات في كردستان يتم دفعها للأنصار ويترك الموظفون دون مصدر دخل، مضيفا ان قادة كردستان رفضوا عمل أجهزة الرقابة والنزاهة بحجة الاستقلالية.
واتهم العبادي قادة إقليم كردستان بالفساد وعدم دفع مرتبات الموظفين متسائلا «لماذا لا تدخل صادرات النفط في كردستان في حساب واضح يطلع عليه المواطنون؟».
وقال: لن نقبل بتعريض العراقيين للخطر أو إدخالهم في صراعات لا طائل منها. هذا وأمرت الحكومة العراقية سلطات الإقليم الكردي بتسليم جميع المنافذ الحدودية والمطارات باعتبارها تخضع لسلطة الحكومة الاتحادية في بغداد.
جاء ذلك في بيان أصدره مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي، عقب اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة العبادي. وأضاف أن «المنافذ الحدودية هي منافذ تابعة للحكومة الاتحادية وكذلك النفط فهو ثروة لكل الشعب العراقي حسب الدستور».
وطالب المجلس دول الجوار والعالم بـ«التعامل مع الحكومة العراقية الاتحادية حصرا في ملف المنافذ والنفط، وذلك كي تتولى السلطات العراقية الاتحادية في المنافذ تنظيم وتسهيل انسيابية حركة البضائع والأشخاص من وإلى الإقليم».
من جانبها، اجرت القوات الإيرانية مناورات عسكرية في منطقة قرب الحدود مع إقليم كردستان العراق، كما اوقفت رحلاتها الجوية من وإلى كردستان العراق ردا على الاستفتاء وقالت تركيا أيضا إن طائراتها نفذت ضربات جوية ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني المحظور في منطقة غارا بشمال العراق بعد أن رصدت مسلحين يستعدون لهجوم على مواقع للجيش التركي على الحدود.