حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما إيران بشدة امس من عواقب رفض عرض للتوصل لاتفاق نووي وقال إنه قد تتخذ مجموعة من الخطوات «في غضون أسابيع»، لكن وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي رفض الحديث عن فرض المزيد من العقوبات على بلاده وقال إن الغرب تعلم من «تجارب فاشلة» في الماضي.
تحذير أوباما جاء ردا على رفض إيران أمس الاول اتفاقا لارسال يورانيوم مخصب إلى الخارج لاجراء مزيد من المعالجة له في تحد لواشنطن وحلفائها الذين دعوا طهران لقبول اتفاق يهدف لتأجيل امتلاك ايران لقدرات محتملة لصنع قنابل نووية عاما على الاقل من خلال تجريدها من معظم اليورانيوم المخصب الذي تخزنه.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة قد طالبت إيران بارسال نحو 75% من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لتحويله إلى وقود من أجل مفاعل للأبحاث الطبية في طهران.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك خلال زيارة الرئيس الاميركي لسيئول: «استغرقت إيران أسابيع الان ولم تبد رغبتها في قبول هذا الاقتراح..ونتيجة لذلك بدأنا مناقشات مع شركائنا الدوليين حول أهمية أن تكون هناك عواقب لذلك».
وأضاف أن الوقت المتاح لايران ليس لاجل غير مسمى وشبه النزاع النووي الايراني بالمفاوضات التي تبدأ ثم تتعثر مع كوريا الشمالية حول طموحاتها النووية.
وقال أوباما الذي يؤيد سياسة تقوم على المزيد من التواصل بدلا من المواجهة حول قضايا دولية شائكة «لن نكرر ما حدث مع كوريا الشمالية حيث تستمر المحادثات إلى الابد بدون أي حل فعلي للقضية»، وتابع قائلا إنه لايزال يتمنى أن تغير إيران موقفها وإن واشنطن وحلفاءها قد يفكرون في مجموعة من الخطوات المحتملة حتى ترى طهران أنهم جادون.
وأضاف «توقعنا هو أننا سنطور مجموعة من الخطوات المحتملة على مدى الاسابيع المقبلة لابداء جديتنا أمام إيران»، وأعرب عن ثقته في هذا النهج مع إيران، وقال «مازلت أرى امكانية ان يقرروا طرق هذا الباب، أتمنى أن يفعلوا، لكن ما يسعدني هو هذه الوحدة الدولية غير المعتادة التي شهدناها، فإذا فكرتم كيف كانت الجهود الدولية مفككة في مطلع العام وكيف كانت الاراء متباينة حول برنامج إيران النووي وما وصلنا إليه اليوم فإنني أعتقد أنه مؤشر على أننا نسلك الطريق الصحيح».
ازاء ذلك، قال ديبلوماسي أوروبي اشترط عدم ذكر اسمه «انتظرنا إيران كثيرا بما فيه الكفاية، نتفق نحن وأصدقاؤنا (في القوى الست) على أن الوقت قد حان للتفكير في خطوات مقبلة في الامم المتحدة».
متكي لمزيد من المحادثات
بالمقابل، رفض متكي الذي يزور العاصمة الفلبينية مانيلا إمكانية فرض المزيد من العقوبات على بلاده، وقال في تصريحات نقلها مترجم: «العقوبات كانت لغة الستينيات والسبعينيات»، وأضاف متكي «اعتقد انهم يملكون من الحكمة ما يكفي حتى لا يكرروا تجارب فاشلة، لا شك في ان الأمر يرجع اليهم تماما»، وأوضح أن إيران على استعداد لمناقشة اتفاق الوقود الخاص بالمفاعل لكن فقط اذا تمت عملية تبادل اليورانيوم المخصب بالوقود النووي داخل إيران.
وقال: «تعرب إيران عن استعدادها لاجراء المزيد من المحادثات في الاطار المطروح.اقتراح المبادلة ليس اقتراحنا..قدموا هذا الاقتراح وشرحنا وتحدثنا عن طريقة وضعه في حيز التنفيذ»، هذا وضغطت روسيا وفرنسا اللتان ورد اسماهما في اقتراح الوقود على إيران لقبول الاتفاق كما هو، وتواجه إيران إمكانية فرض عقوبات دولية أكثر صرامة عليها بل هددت إسرائيل بشن عمل عسكري ضد المنشآت النووية للجمهورية الاسلامية.
صفقة شاملة لملف كوريا الشمالية
في غضون ذلك، حث الرئيسان الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك والأميركي باراك اوباما امس كوريا الشمالية على العودة فورا الى طاولة المفاوضات النووية معلنين عن مساع مشتركة لنزع كامل سلاح الدولة الشيوعية النووي بموجب «صفقة شاملة».
وذكرت وكالة انباء (يونهاب) الكورية الجنوبية أن أوباما أعلن في مؤتمر صحافي مشترك بعد القمة الأميركية - الكورية الجنوبية في سيئول أن المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية ستيفن بوسوورث سيزور بيونغ يانغ في 8 ديسمبر المقبل لاجراء محادثات ثنائية في اطار هذه المساعي، وقالت الوكالة ان الزعيمين اتفقا على «الصفقة الشاملة» التي كان الرئيس الكوري الجنوبي أول من اقترحها في محاولة لتفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية في خطوة واحدة بدلا من تنفيذها على عدة مراحل.
وقال لي في المؤتمر الصحافي المشترك «اتفقنا على الحاجة لحل القضية النووية الكورية الشمالية في خطوة واحدة كما اقترحت بموجب صفقة شاملة واتفقنا أيضا على مناقشة خطوات مواصلة المساعي لتحقيق هذا الهدف في مشاورات مغلقة».
وقال اوباما «الشيء الذي أود أن أؤكد عليه هو أنني اتفقت مع الرئيس لي على الحاجة للتخلص من النموذج الذي كان موجودا في الماضي وتعاملت خلاله كوريا الشمالية بطريقة استفزازية ومن ثم العودة الى المحادثات لفترة وبعدها نترك المحادثات تبحث عن مزيد من الامتيازات».
وأضاف «أمام بيونغ يانغ طريق للحصول على المساعدة الاقتصادية والتكامل مع المجتمع الدولي وهذه الفرصة لن يتخللها أي تهديدات».
واوضحت «يونهاب» ان الزعيمين اكدا مجددا التزامهما بتحقيق تقدم بشأن اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها البلدان قبل عامين وينقصها المصادقة، وغادر اوباما سيئول الى الولايات المتحدة منهيا جولته الاسيوية التي شملت ايضا اليابان وسنغافورة والصين.