بعد أن أظهر استفتاء على استقلال الإقليم الكردي تأييدا جارفا للانفصال، استبعدت الحكومة العراقية امس إجراء محادثات حول إمكانية انفصال بعض مناطق شمال العراق الخاضعة لسيطرة الأكراد.
وأكدت وسائل اعلامية في أربيل أن النتائج الأولية للاستفتاء أظهرت مشاركة 72% من الناخبين المؤهلين وتصويت أغلبية ساحقة ربما تتجاوز 90% بالموافقة على الاستقلال، ومن المتوقع صدور النتائج النهائية اليوم.
وفيما أكد مجددا رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني أن الاستفتاء غير ملزم لكن الهدف منه هو الحصول على تفويض للتفاوض مع بغداد والدول المجاورة على انفصال الإقليم سلميا، أصر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على معارضته الثابتة للاستقلال الكردي قائلا «احنا غير مستعدين أن نتناقش أو نتحاور حول نتائج الاستفتاء لأنه غير دستوري وغير شرعي إجراءاته غير صحيحة سواء بالمقاييس العراقية أو حتى بمقاييس الإقليم نفسه وبالتالي لن نتعامل مع نتائج الاستفتاء».
وفي وقت متأخر، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن حكومة بغداد أمهلت حكومة إقليم كردستان 3 أيام لتسليم السيطرة على مطارات الإقليم ومنافذه الحدودية لتفادي حظر جوي دولي، وذلك ردا على استفتاء انفصال الإقليم في شمال العراق.
وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي من بغداد، إن «مجلس الوزراء أقر حظر الرحلات الجوية الدولية من كردستان وإليه بعد 3 أيام، في حال لم يتم إخضاع المطارات للحكومة الاتحادية».
وأكد أن دول المنطقة التزمت مع الحكومة العراقية بعدم التعامل مع نتائج استفتاء إقليم كردستان، مبينا أن «قيادات إقليم كردستان لم تستمع لنصائحنا». وأكد أن استفتاء كردستان عرض كل مصالح دول المنطقة للخطر.
وقال العبادي إن القيادات الكردية ارتكبت خطأ استراتيجيا وتاريخيا، مؤكدا أن العراق سيبقى موحدا ومن دون إجبار أي طرف.
وأضاف «لن نتفاوض على نتائج استفتاء غير دستوري وغير شرعي». وتابع «نحن في موقع قوة، وعقوباتنا لا تستهدف المواطن في كردستان، والبعض يريد دفعنا لاستخدام القوة لكننا نرفض هذا النهج». وشدد العبادي على أن بغداد ستلاحق أي جهة تشتري النفط من إقليم كردستان.
وطلبت بغداد قبل عدة أيام من الدول الأجنبية وقف الرحلات المباشرة إلى مطاري أربيل والسليمانية الدوليين داخل الإقليم، لكن لم تستجب لهذا النداء سوى إيران التي علقت الرحلات المباشرة إلى الإقليم.
وقال العبادي، إن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تعهدت بأنها لن تتعامل مع نتائج الاستفتاء، مشيرا إلى أنه لن يتم التفاوض على نتائج الاستفتاء لأنه غير دستوري.
بدوره رد بارزاني على حكومة العراق بالتوقف عن تهديد الأكراد بسبب الاستفتاء بل جدد دعوته للدخول في حوار جاد بعد الاستفتاء، داعيا العالم إلى احترام إرادة الملايين الذين أدلوا بأصواتهم وان إقليم كردستان دخل مرحلة جديدة بعد الاستفتاء. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اكثر تصريحاته حدة من خطر اندلاع «حرب إثنية وطائفية» في حال مضى إقليم كردستان العراق في مشروعه للاستقلال عقب الاستفتاء الذي أجراه.
وقال فيما يبدو أنها إشارة واضحة إلى تهديداته السابقة بإغلاق الحدود إن الخيارات «الجوية وعلى الأرض جميعها مطروحة». وهدد بأن أكراد العراق سيتضورون جوعا إذا قررت تركيا منع مرور الشاحنات والنفط عبر حدودها مع شمال العراق.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها أصيبت بخيبة أمل شديدة بقرار الإقليم إجراء الاستفتاء لكنها أضافت أن «العلاقة التاريخية» التي تربط واشنطن بشعب إقليم كردستان العراق لن تتغير.