أكد الرئيس المصري محمد حسني مبارك أن رعاية المواطنين في الخارج مسؤولية الدولة المصرية وأنه «لا تهاون مع من يسيء إليهم».
وقال مبارك في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلسي الشعب والشورى امس عن الرعايا المصريين في الخارج «لا نقبل المساس بالرعايا المصريين في الخارج أو امتهان كرامتهم أو التطاول عليهم» وذلك في تعليقه على ما يبدو على الاحداث التي وقعت عقب مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر في السودان الاسبوع الماضي.
وأوضح مبارك، الذي بدا حريصا على ديبلوماسية كلماته بطريقة توصيل رسائل ضمنية ان «مصر لا تلتفت إلى الصغائر وانها تقود صراعا سياسيا لرفع معاناة الفلسطينيين وقيادة الدول الإسلامية عن طريق منظمة المؤتمر الإسلامي ودول جنوب البحر المتوسط».
وأضاف ان مصر تقيم علاقاتها الخارجية بناء على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وقال «إنني كرئيس لكل المصريين أؤمن بأننا جميعا في خندق واحد ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا، وتجمعنا وحدة الهدف والمصير ، وإنني أمد يدي لكل مصري ومصرية لنعمل يدا بيد من أجل الوطن». وحول الوضع في الشرق الأوسط، حمل مبارك إسرائيل تقويض فرص عملية السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصى ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف.
وقال موجها كلامه لقادة إسرائيل: «إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي، أوقفوا ممارساتكم فى الضفة الغربية، ارفعوا حصاركم عن غزة، كفاكم تعنتا ومراوغة، امتثلوا لنداء السلام».
لكن مبارك شدد على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل تحقيق ذلك.
وقال «مصر لن تقبل المزيد من المماطلة أو أن تستمر هذه الجهود (التي تبذلها للوساطة بين حركتي فتح وحماس منذ أكثر من عام) إلى ما لا نهاية».
وأضاف: «واصلنا هذه الجهود بالكثير من الصبر والمثابرة، رغم تباعد الرؤى والمواقف بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، ورغم ضغوط خارجية نعلمها مورست على الفصائل لإفشال الجهود المصرية». وتابع «أقول بكلمات صريحة وواضحة وعلى الفصائل أن تتحمل مسؤوليتها أمام شعب فلسطين، وأمام التاريخ».
وتختلف حركتا فتح وحماس على العديد من المسائل أبرزها المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية والاتفاقات السابقة بين الجانبين والاعتراف بإسرائيل مما يجعل أي مصالحة بينهما مصدرا لمشاكل في العلاقات بين السلطة الفلسطينية وكل من إسرائيل والغرب.
تحذير إيران
من جهة أخرى، حذر الرئيس المصري ايران من محاولة التدخل في الشأن العربي وهددها بموقف يتصدي لمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة قائلا «نحذر من تدخل إيران في الشأن العربي، لن نتردد في اتخاذ مواقف.. تتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار.. وتحمي أمن مصر القومي.. في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر.. وأمن الشرق الأوسط بوجه عام».
وأكد مبارك أن «دائرة تحرك مصر العربية تظل أولوية من أولويات السياسة الخارجية»، معربا عن أسفه للوضع العربي الراهن وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر.