بيروت ـ ناجي يونس
يرى وزير من خط المعارضة ان التطورات الاقليمية الايجابية أتاحت للبنانيين ان يتجاوزوا العقد الداخلية، بعدما توافرت الاجواء القوية التي أطلقت الحوار بزخم على الساحة اللبنانية وأوحت للجميع بأن لا ڤيتو خارجيا امام تشكيل الحكومة، لاسيما الاشارة الاميركية الى ان واشنطن لا تعارض ولادة حكومة ائتلاف وطني.
ولاحظ الوزير لـ «الأنباء» ان العماد عون، التقط الفرصة التي سنحت بعد الانتخابات النيابية لتحسين أوضاعه والتعويض بشكل أو بآخر عما خسره في الاشهر الاخيرة، اضافة الى الحصول على أقصى ما ستتيحه المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة وكان تركيزه على المقاعد الوزارية التي تؤمن أكبر مقدار من الخدمات، مدعوما من سورية وحزب الله، وما يرمز اليه الامر من امتداد للتحالف السوري ـ الايراني، على مستوى المنطقة وداخل لبنان على مختلف المستويات.
الا ان هذه الحكومة تعكس التوازن السياسي القائم في لبنان بشكل عام، بغض النظر عن مطلب من هنا أو من هناك لم يتحققا، وضرب الوزير مثالا على ان المعارضة كانت ستحصل على وزارتي دولة فأخذ الرئيس سليمان وزير الدولة الشيعي، ولما كان عون يتمسك بخمس حقائب لتكتل التغيير والاصلاح فإن النائب سليمان فرنجية بادر الى القبول بوزير دولة، من ضمن حصة هذا التكتل لتسهيل التشكيل من ناحية والابقاء على المنطق المتبع في هذا الاطار، وللتأكيد على الاشارة السورية باتجاه تقديم التسهيلات من قبل دمشق من ناحية ثالثة.
تأجيل الخلافيات
ويبدو ان المنطقة ستشهد تأجيلا للقضايا الخلافية اقله في الامد المنظور، وأن لا مخاطر على لبنان الا اذا غامرت اسرائيل وشنت عدوانا جديدا على الشعب اللبناني.
أما الملف النووي الايراني فيرى الوزير ان أفق المفاوضات المتعلقة به ينطلق من معيارين: اما ان تعتمد واشنطن المنطق الدولي مما يعد بوجود فرصة كبيرة للتفاهم مع ايران، وإما ان تستمر السياسات الاميركية خاضعة للابتزاز والمصالح الاسرائيلية، مما يعني ان الاميركيين قد يذهبون في اتجاه معاكس للمنطق ويضربون أي احتمال للتفاهم مع الايرانيين.
تغليب الاعتدال الداخلي
أما في الداخل اللبناني، فإن كل القوى السياسية تمترست في الحكم والتركيبة المحلية على مختلف الاصعدة وقد تحصل تبدلات في التحالفات، وقد تستمر على واقعها الراهن، وهو ما سيتبين في خلال الاشهر القليلة المقبلة.
ويبدو ان اسلوب الرئيس سليمان في الاعتدال وتدوير الزوايا سيستمر، وقد يذهب الرئيس سعد الحريري في اتجاه مشابه، الا ان التجربة ستظهر ما اذا كان الحريري سيتمكن من ترسيخ الاعتدال أكثر فأكثر، أو انه سيبقى يتصرف رئيسا للاكثرية النيابية. وبقدر ما يعزز سليمان والحريري اسلوب الاعتدال وتدوير الزوايا بقدر ما سيتاح أكثر فأكثر للحكومة ان تتخذ قرارات أساسية في المواضيع الملحة والاصلاحية وتعمل بقوة على تطبيقها.