الواقع السياسي لـ 14 آذار في مكان و«الواقع الميداني» في مكان آخر. في السياسة 14 آذار تتراجع وتضعف. على الأرض 14 آذار تتقدم وتقوى.
وبعد فوز مريح في نقابة أطباء الأسنان تصدرته «القوات اللبنانية»، تحقق قوى 14 آذار فوزا واضحا في انتخابات الجامعة الاميركية تصدره تيار المستقبل.
فقد استطاعت قوى 14 آذار أن تكتسح بقوة، خصوصا في أكبر كليات الجامعة، أي «الآداب والعلوم»، حيث نالت 21 مقعدا من أصل 33، كما فازت في كليات الهندسة (التي انتزعتها من «التيار الوطني الحر»)، والزراعة، وإدارة الأعمال.
بينما توزع فوز المعارضة، ومعها المستقلون، على آليتي الطب والتمريض. وكانت الحصيلة الأولية للانتخابات 109 فائزين، إذ فازت الموالاة بـ 53 مقعدا، والمعارضة بـ 35 مقعدا، والمستقلون بـ 21 مقعدا.
وتعليقا على فوز 14 آذار النقابي والطلابي في أكثر من مكان، قال المنسق العام لـ 14 آذار النائب السابق فارس سعيد: «ان انتصارات 14 آذار هي تأكيد بأن شعب هذه الحركة أفضل من قياداته السياسية. فالقيادات السياسية لها حساباتها، وهي في صلب اللعبة السياسية، والمواقف والمواقع التي تتبوأها اليوم تفرض عليها تسويات وتدوير الزوايا، إنما شعب 14 آذار لا يتفهم هذا السلوك وهو مستمر في الحفاظ على مبادئ ثورة الأرز بأمانة استثنائية».
وفي هذا السياق، يقول القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش: «الوصول الى منطق بناء الدولة لا يعني أن الحاجة الى شعارات ومبادئ هذه الثورة ورجالاتها قد انتفت، ولا أن المخاطر التي تواجه لبنان داخليا وخارجيا أصبحت في حكم المنتهية، وتكفي نظرة سريعة وواقعية على الداخل والمحيط لنتأكد بأن وقت الاسترخاء لم يأت بعد.
لذلك فقبل أن تستنتج، كما فعل البعض بأن ثورة الأرز قد ذهب زمانها، وقبل أن ينسي منطق الحكم والسلطة والحصص والمغانم من ناضلوا للوصول الى هذه المرحلة، فإن الحاجة لاتزال قائمة لاستمرار الأصوات العالية والمستعدة للمواجهة في أي لحظة حتى لا نؤخذ من جديد على حين غرة بعد أن تكون الثورة قد أكلت أبناءها بالتضحية بهم على مذبح التسويات ووهم التوافق».