عادت الاتصالات بين بكركي والرابية من أجل ترتيب الأجواء والتهيئة لزيارة يقوم بها العماد ميشال عون الى الصرح وعقد اجتماع مع البطريرك صفير يتناول مختلف المواضيع على الساحة بعد المواقف التي صدرت مؤخرا عن بكركي وعلق عليها نواب من التيار الوطني الحر بمن فيهم عون نفسه. وعلى الرغم من العلاقات شبه المقطوعة بين الرابية وبكركي تؤكد أوساط سياسية في التيار ان الاتصالات تكثفت في الآونة الأخيرة بين الموقعين عبر أصدقاء مشتركين. وفي هذا الاطار، يطرح النائب ابراهيم كنعان، أرضية وطنية سياسية مشتركة للبحث والحوار، وهي مبنية على خمس نقاط:
1 ـ ضوابط وآليات النظام الذي يحكم البلد في ظل دعوة البطريرك صفير لأكثر من مرة إلى مقولة «الأكثرية تحكم والأقلية تعارض». وفي هذا السياق ركزت شرعة العمل الكنسي على التفاهم والديموقراطية التوافقية. ولعل النقاش المفترض بين الجانبين من شأنه أن يشبع هذا الموضوع تمحيصا من أجل التوصل إلى الإجابة عن سؤال: أي من الضوابط تتوافق والنسيج اللبناني التوافقية أو «الفلسفة اليعقوبية» القائمة على الأكثرية العددية؟
2 ـ التوطين الذي لطالما يحذر منه العماد عون، وأورده البطريرك في تصريحه الأخير عن أن «لبنان بالكاد يتسع لأبنائه». ومن هنا يأتي اللقاء لـ «قراءة التوطين بشكل جيد ورؤية ما هي الخيارات السياسية التي علينا اتخاذها لكي تؤهلنا لمواجهته».
3 ـ الصراع مع إسرائيل ومسألة السلاح. والثابت في هذا الإطار أن مقاربة سلاح المقاومة لا يمكن أن تتم من دون الأخذ بعين الاعتبار الوجود الفلسطيني في لبنان، وبالتالي سيدور النقاش حول سؤال «هل يمكن أن يتخلى لبنان في الصراع مع إسرائيل عن ورقة قوة في يده قبل حل المسألة الفلسطينية؟ وإذا فعل ماذا سيتبقى له من أوراق؟».
4 ـ اللامركزية الإدارية الموسعة انطلاقا من أن «المسيحيين هم أكثر المتضررين من غيابها».
5 ـ صلاحيات رئيس الجمهورية. فحتى اليوم لا يملك رئيس الجمهورية لا صفارة الحكم في يده ولا بطاقات الوقف الملونة وفقا لما نص عليه الدستور من دون أن تتبعه القوانين التطبيقية اللازمة.