بيروت ــ عمر حبنجر
تحالف الطقس والاجراءات الامنية المطمئنة مع قوى 14 مارس انتج احتفالا حاشدا بالذكرى الثانية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قارب التقدير الرسمي رقم الخمسمائة الف، بينما ترفع القوى المنظمة الرقم الى 700 الف.
وقد يكون انضمام ثلاثة مواطنين الى قافلة الشهداء، من خلال تفجير الحافلتين في بلدة عين علق «المتن الشمالي» امس الاول ضمن العوامل التي شجعت جمهور 14 مارس في مختلف المناطق الجبلية والساحلية على الحضور، متخطين المخاطر المحتملة، دافعهم تحدي الجهات القائمة بأعمال الاغتيال في لبنان، بما اعطى عملية التفجير المزدوجة لحافلتي الركاب العموميتين نتائج عكسية، خصوصا في المناطق البعيدة عن موقع التفجير في المتن الشمالي، الذي شارك ابرز قادته السياسيين وهم الرئيس امين الجميل بواسطة ممثله النائب انطوان غانم والنائب السابق نسيب لحود شخصيا في ذكرى اغتيال الحريري التي تحولت الى ذكرى تكريمية لكل اولئك الذين سقطوا في لبنان خلال السنتين المنصرمتين، الى جانب الرئيس الحريري او بعده.
كما تحولت الى ما يشبه الاستفتاء الشعبي على ضرورة المحكمة ذات الطابع الدولي التي دخلت في شعارات المحتفلين واهازيجهم، الامر الذي يفترض ان يشكل عنصر ضغط اضافيا على القوى اللبنانية المتريثة في موضوع المحكمة.
ومن مجمل الكلمات والاجواء والتحضيرات التي اعدت للمناسبة، يتبين ان ثمة قناعة راسخة بأن لبنان مازال على خط النار الاقليمي، لكن رغم الرصاص الكثيف الذي يأتيه من اكثر من جهة عدا المتفجرات يبقى واقفا على قدميه لا يسقط ولا يعرف الانحناء ابدا.
من عين المريسة في بيروت حيث استشهد حلم لبنان رفيق الحريري قبل سنتين الى عين علق في المتن، حيث استشهد ثلاثة مواطنين بتفجير حافلتين منذ يومين، الجريمة تتكرر، وشعب لبنان العنيد يبحث عن حريته واستقلالية عيشه في بحر دمائه.
هذه الحالة بدأت عمليا منذ التمديد للرئيس اميل لحود، وكانت اولى البدايات محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في الاول من اكتوبر 2004، ثم كان الانفجار في قلب بيروت الذي ادمى قلب لبنان كله، الرئيس الحريري الانسان القدري المؤمن، لم يأبه للتحذيرات التي حملها اليها مسؤولون دوليون كما لوليد جنبلاط، فكانت المأساة.
ذلك النهار 14 فبراير اصبح فاصلا بين زمنين، قبله كان امر وبعده امر آخر، ما كان احد يتصور ان شحنة ناسفة يمكن ان تغير وجه لبنان، لقد تكرست حريرية لبنان العربي، السيد المناضل من اجل الاستقلال، وما كان مستحيلا قبل ذلك الانفجار صار ممكنا بعده.
ساحة الشهداء التي ابتعد عنها معتصمو المعارضة الى ما وراء «جدار بيروت» المؤقت الذي يفصلها عن ساحتي الدباس ورياض الصلح بناء على اتصالات ومن تمكين الاكثرية من الاحتفال بذكرى راعيها وملهمها تحولت الى غابة اعلام.
الصفحة في ملف ( pdf )