بيروت ــ عمر حبنجر
قوى 14 مارس اكدت في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري على سقف المواقف وآليات البحث عن المخارج، وقوام الكلمات ما ورد على لسان رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، والذي جاء اكثر تعبيرا عن الآفاق السياسية لأي حل، عبر اعلانه عن التمسك بالحوار واعتماد سياسة اليد الممدودة، والمطالبة بقرارات شجاعة، واصفا المحكمة الدولية بأنها المعبر لأي حل.
والسؤال بعد يوم رفيق الحريري المشهود في وسط بيروت، الذي اعاد التوازن الى الشارع اللبناني: ما الخطوة التالية؟ ماذا عن الـ «الشيء ما» الذي تحدث عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري وعن التحرك السعودي ـ الايراني ـ الفرنسي على مضمار الازمة اللبنانية؟
عضو كتلة التحرير والتنمية النائب د.ميشال موسى لاحظ انه كان هناك نوعان من الكلام في ساحة الشهداء امس الاول، كلام متشنج، قابله كلام هادئ ويؤسس عليه، مشيرا بـ «المتشنج» الى خطابي النائب وليد جنبلاط ود.سمير جعجع، وبـ «الهادئ» الى خطاب سعد الحريري.
وقال: الملفات مازالت هي هي، والطروحات نفسها، واتمنى ان تستعاد اللقاءات بين بري والحريري، معتبرا ان كل الصخب الحاصل لا يجدي.
وكان بري قد اعتبر ان كلام الحريري في ذكرى ابيه يفتح الافق، وانه كلام معقول، ورحب بلقاء الحريري واكد انه على تواصل دائم معه.
وكشف الرئيس بري عن ان الاتصالات العربية ناشطة وانه على اتصال مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
بيد ان الرهان في بيروت اليوم منصب على المحادثات التي يجريها الامين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني في السعودية والتي سبقها كلام لوكالة الأنباء الايرانية جاء فيه «ان البحث سيستكمل حول تبادل وجهات النظر بشأن الملف النووي الايراني والدور الهام لإيران والسعودية في حل الازمة اللبنانية، الى جانب تطورات المنطقة».
وعلى صعيد آخر، سيكون هناك موقف للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في احتفال ذكرى استشهاد الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي، والشيخ راغب حرب في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث ينتظر ان يرد على الكلمات التي ألقيت في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وخصوصا كلمة سعد الحريري والتي امتدت للجميع.
من جهة أخرى، نقل عن العماد ميشال عون «ان كلام الحريري مهم اذا كان يشير الى قدرة للقيام بخطوات شجاعة كما قال».
وأضاف عون: «نحن جاهزون أيضا للقرارات الشجاعة التي تحل المشكلة، لكن المفارقة تكمن في ان ما قاله الحريري يتناقض كليا مع ما قاله بقية رفاقه في فريق السلطة». وعن موقف المعارضة من الخطوات المقبلة قال عون: «نحن في انتظار موقف الحريري من المبادرات الجارية».
ومن جانبه، قال البطريرك الماروني نصرالله صفير ان ما شهدناه في الثلاثين سنة الماضية لا يقارن بما نراه اليوم، خصوصا ان السلطات يناقض بعضها بعضا والناس في حيرة من أمرها.
البطريرك وامام وفد من مخاتير منطقة بعبدا زار بكركي، اعتبر ان تظاهرات امس الأول، جاءت تقديرا لرجل كبير، الشهيد الرئيس رفيق الحريري الذي تولى مقدرات البلاد لسنوات عدة، مشيرا الى ان هذا يجب ان يجمعنا ويدفعنا الي حسم امرنا فيقبل بعضنا البعض على علاقتنا ونعمل يدا واحدة وقلبا واحدا فينهض لبنان، بارادة جميع ابنائه.
هذا واقيمت امس مراسم دفن احد ضحايا انفجار الحافلتين في المتن، الشاب ميشال فؤاد العطار، في كنيسة مار مخايل في بلدة «بيت الشعار».
وفي ذات الوقت جرت مراسم دفن لوريس الجميل، الضحية الثانية، في مسقط رأسها «عين التفاحة».
اما الضحية الثالثة وهو المصري محمد محمود فقد سلمت جثته لذويه.
الصفحة في ملف ( pdf )