تواصل القوات المسلحة السعودية قصفها وتطويقها للحوثيين مشددة الحصار عليهم، حيث أتمت تأمين كل القرى السعودية المتاخمة لجبال دخان والدود والرميح بعد هجوم واسع على مواقع المتسللين في الشريط الحدودي، ونجحت في التعامل مع المتسللين الذين كانوا يتعمدون الدخول من مواقع وتضاريس صعبة، مكبدة إياهم خسائر فادحة.
وأسفرت المواجهات عن تدمير 6 عربات من نوع شاص كان الحوثيون يستخدمونها في التنقل وإطلاق النيران على المشاة البحرية والبرية من القوات السعودية.
وذكرت صحيفة «عكاظ» في عددها الصادر امس نقلا عن مصدر عسكري أن المواقع التي استهدفها سلاح الجو السعودي كانت تحتوي على مخابئ كبيرة للأسلحة، مشيرا إلى أن سلاح القوات الجوية تمكن من تحديد أهدافه بدقة متناهية نتيجة ما توافر لديه من معلومات أقر بها المتسللون الذين ألقي القبض عليهم.
وكشفت الصحيفة نقلا عن مصادر ميدانية في موقع المواجهات عن إحباط مخطط كانت تنوي العناصر المعتدية تنفيذه صبيحة يوم عيد الأضحى تمثل في زرع قنابل وألغام في محيط مصليات العيد داخل القرى والهجر الحدودية.
من جانبها، ذكرت صحيفة «المدينة» السعودية نقلا عن مصدر مسؤول أن طائرات الاستطلاع 406 قامت بالكشف عن مواقع للمتسللين وتم رصدها، وعلى الفور تم توجيه طائرات الأباتشي لتدمير الأهداف المحددة وإتلاف كامل المركبات التي كانت مع المتسللين في مواقعهم بالقرب من جبل الدخان.
كما تم تدمير مواقع جهزت لإطلاق قاذفات الهاون والتي أعدها المتسللون وكونوا منها قاعدة إطلاق، حيث دمرت بالكامل من خلال 6 طلعات جوية استخدمت فيها طائرات الأباتشي وطائرات صقر الصحراء.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية من مسرح المواجهة إلى أن العديد من المتسللين لقوا حتفهم وقتلوا خلال مواجهة القوات المسلحة السعودية لهم وتصدوا لمحاولة الدخول لأراضي المملكة. وبدورها، نقلت صحيفة «الاقتصادية» عن مصدر عسكري يمني تأكيده وجود تمرد داخل الجماعة الحوثية في اليمن مما دفعهم إلى التقهقر، مشيرا إلى اندلاع قتال عنيف قبل أيام بين مجاميع مسلحة من الحوثيين، حيث نصب بعضهم كمينا للبعض الآخر في منطقة خط الطلح، وسقط خلال المواجهات قتيلان وعدد من الجرحى مما دفع القيادة الحوثية إلى استبدال قيادات كانت تساندها منذ بداية التمرد.
من جهتهم، قال المتمردون الحوثيون امس انهم كبدوا الجيش السعودي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بعد مهاجمته الأراضي اليمنية من 3 محاور واتهموا الجيش اليمني بالمشاركة مع السعوديين في الهجوم.
وذكر زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي في بيان نشر امس ان القصف الصاروخي السعودي والجوي جاء بشكل مكثف واستمر حتى الفجر وشمل القصف (جبل الدخان وجبل الرميح وجبل المدود ومديرية الملاحيظ ومديرية شدا ومنطقة الحصامة والقرى المجاورة للشريط الحدودي). من جهته، اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن إيران بتوظيف انفصاليين من الجنوب في دول الجوار لنقل أموال إلى المتمردين الحوثيين.
ونسب الحزب عبر موقعه الالكتروني إلى مصادر وصفها بـ «المطلعة» قولها «ان عناصر انفصالية تقوم بالتنسيق مع إيران لدعم المتمردين الحوثيين في بعض مناطق صعدة، وكذلك الحراك الانفصالي في بعض مناطق المحافظات الجنوبية».
وقالت المصادر ان هذه «العناصر الانفصالية تقوم بدور الطابور الخامس في بعض دول الجوار لتنفيذ الأجندة الإيرانية».
وأضافت ان «العناصر الانفصالية تلك متورطة بجمع أموال من جماعات وحوزات تابعة لإيران وتقوم بتحويلها عن طريق مهربين بحرا لتسليمها لعناصر متآمرة معهم في مناطق مثل ميدي شمال غرب اليمن وبيرق علي جنوب شرق البلاد وغيرها».