بيروت ـ عمر حبنجر
من شبه المسلَّم به، ان الكلمات والفواصل والنقاط، اخذت مكانها على صفحات مسودة البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري، المنتظر تظهيرها للعلن اليوم الاربعاء، من حيث المبدأ، تمهيدا لاقرارها في اجتماع لمجلس الوزراء متعذر عقده قبل عيد الأضحى كما يبدو.
بيد أن مصادر قريبة من اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري لفتت الى ان ما تبقى لاستكمال هذه الصيغة يتطلب عملا قد يسهم في تأجيل اقرار البيان الى ما بعد عطلة الأضحى.
وكانت اللجنة الوزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أقرت الشق الاقتصادي في البيان، ويبقى الشق السياسي، الذي شغل وقت اللجنة مساء امس، ويفترض بته نهائيا اليوم.
وكانت الخصخصة عقدة الجانب الاقتصادي في لبنان، وتلافيا للمزيد من العرقلة اتفق على اقرارها من حيث المبدأ، على ان يجري البحث في التفاصيل القطاعية في مجلس الوزراء لاحقا.
المبدأ عينه، سيكون عنوان موضوع المقاومة في البيان الوزاري على ان تتولى هيئة الحوار الوطني الدخول في نفق الأسلحة والاستراتيجية الدفاعية وسوى ذلك من الأمور المعقدة، تلافيا لاستمرار دوران اللجنة الوزارية في الحلقة المفرغة.
وفي حال لم يتسع هذا المخرج لمرور البيان الوزاري المطروح، فإن ثمة من يطرح فكرة ترك التحفظ للوزيرين بطرس حرب وسليم الصايغ خلال التصويت على البيان في مجلس الوزراء.
وزير العمل بطرس حرب قال بعد استقباله سفير فرنسا الجديد في لبنان، انه لا يستطيع تحديد الموعد الرامي لانتهاء صياغة البيان، بيد ان لجنة الصياغة مصممة على الا يكون البيان جملا انشائية او مجموعة وعود لا تطابق الواقع، ولهذا يجب صياغة البيان بجميع مندرجاته، صياغة دقيقة وصعبة ليس بسبب الخلافات وانما بسبب تصميم لجنة الصياغة على وضع مشروع مسودة للبيان يكون جديا ويتطرق الى المشاكل العالقة في لبنان ويقدم توجهات الحكومة من دون ان يدخل في تفاصيل او مواجهة هذه المشاكل.
بيان عليه القدر والقيمة
بدوره النائب دوري شمعون اعتبر ان لجنة صياغة البيان الوزاري تأخذ وقتها، لكنه استبعد ان يكون هناك بيان وزاري عليه القدر والقيمة. وقال شمعون ان موضوع سلاح حزب الله سيترك الى طاولة الحوار معتبرا ذلك هروبا الى الامام.
رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون تطرق الى اللقاء المرتقب بين العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط امس في بعبدا، ووصفه بالمهم من حيث المبدأ، فهناك خلاف بين زعيمين سياسيين، واذا زال هذا الخلاف فانه يصب في مصلحة البلد.
من جهته العماد ميشال عون شدد على ضرورة تحقيق النوايا الصادقة في المصالحات لان اللقاءات فقط لا تكفي ولابد من العمل من اجل ترسيخ مضامين الوحدة والعيش المشترك، كما حصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، كما قال عون لقناة المنار.
جنبلاط والقرارات الدولية
بدوره النائب وليد جنبلاط رأى ان القرار 1559 نفذ من الجانب اللبناني، وان موضوع المقاومة شأن لبناني يناقش على طاولة الحوار في اطار الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من الاخطار والتهديدات.
وقال جنبلاط لـ«السفير» ينبغي الا يكون هذا القرار وسيلة ضغط مما يسمى المجتمع الدولي على لبنان والمقاومة، مستغربا التركيز عليه وتجاهل القرارين 242 و194 «الانسحاب من الارض المحتلة وعودة اللاجئين الى ديارهم»، ولم يتطرق جنبلاط الى موضوع لقائه بعون.
نهج المصالحات انعكس على العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبه فريد مكاري التي كانت متشنجة حتى الامس القريب وآخرها انتخاب رئيس المجلس ونائبه حيث تمنعت المعارضة عن انتخاب مكاري ووضعت اسماء فنانين كفريد الاطرش وغيره، بدلا من اسم مكاري.
وامس عقد اجتماع بين الرئيس بري ونائبه مكاري في مقر الرئاسة الثانية، قال بعده مكاري دولة الرئيس وانا كنائب رئيس المجلس وهيئة مكتب المجلس في صدد شن هجوم ولكن بالطريقة الايجابية، وليس بالطريقة العسكرية لانجاز الاعمال المطلوبة في المجلس النيابي لاسيما بالنسبة للمشاريع الموجودة في المجلس او المحالة الى المجلس من الحكومة.
يذكر ان هناك اكثر من 70 مشروع قانون في المجلس محالة من حكومة الرئيس السنيورة رفض الرئيس بري التعاطي معها على اعتبار ان الحكومة يومها خلال فترة المقاطعة كانت غير شرعية.
وتابع مكاري: كانت جلسة ايجابية تشاورنا حول هذا الموضوع لكي يكون عمل المجلس متجاوبا مع عمل الحكومة التي سيتم انجاز بيانها الوزاري في القريب العاجل، كما تناولنا المواضيع المتعلقة بعمل المجلس وكان الرئيس بري متجاوبا مع الطروحات التي عرضتها.