خلال احتفال بذكرى الاستقلال في بلدة المنصورة بالبقاع الغربي يوم السبت الماضي ألقى النائب جمال الجراح كلمة ضمنها انتقاده الشديد لـ «نظام الوصاية» على لبنان، مجددا اتهامه باغتيال الرئيس الحريري وبأنه «عرقل قيام الدولة ومؤسساتها وعاث فسادا وإفسادا في مفهوم المواطنة وأرسى أعراف الإذعان والتبعية وشتت الشمل واغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ظنا منه ان باغتياله يتمكن من السيطرة الكاملة والنهائية على لبنان».
وينقل متابعون للموقف القديم ـ الجديد للنائب الجراح ان كلمته تركت علامات استفهام واستفسارات واسعة عند بعض الحلفاء، لاسيما عند الحزب التقدمي الاشتراكي، اذ جرت اتصالات مع مسؤولين في المستقبل لاستيضاح اسباب تصعيد الجراح تجاه دمشق، وما اذا كانت كلمته متفقا عليها مسبقا مع فريق عمل الرئيس سعد الحريري الذي وصل اليه نص كلمة الجراح وتدخل لوضع الأمور في نصابها.
هذا وأكدت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان الخطأ الذي وقع فيه النائب جمال الجراح انما ينم عن عدم التواصل بين الرئيس سعد الحريري واعضاء كتلته لأن كلا منهم يغني على ليلاه، واصفا الوضع داخل تيار المستقبل بـ «كل مين إيدو إلو».
واكد المصدر ان الوضع التنظيمي والبيروقراطي داخل تيار المستقبل مزر جدا، وذلك لتجاهل الرئيس سعد الحريري للكوادر وأخذه العديد من القرارات المفصلية دون العودة او النقاش مع احد، مشيرا الى ان الوضع داخل المستقبل وفي الشارع السني تحديدا يمكن ان ينهار بشكل مفاجئ ما اذا قامت المرحلة على التسويات بعيدا عن الخطاب الطائفي والمذهبي.