نفت الحكومة السعودية أن تكون قواتها العسكرية تجاوزت الحدود الجنوبية باتجاه اليمن في المعارك التي تخوضها ضد المتمردين الحوثيين.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع والطيران السعودية مساء أمس الاول ردا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود زحف عسكري سعودي كثيف من جميع المحاور باتجاه اليمن بأن الأمر «أكذوبة من التلفيقات الإعلامية التي اعتدناها والتي تتنافى مع أخلاقيات العمل الإعلامي كما أنها صيغت كي تخدم أطرافا معادية للمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية على حد سواء».
وأوضح المصدر بأن توجيهات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «واضحة وصريحة وهي طرد كافة المتسللين المعتدين على كل شبر في المناطق التي دنسوها في بلادنا دون المساس أو التعدي على أراضي الجمهورية اليمنية الشقيقة بمتر واحد».
وأضاف المصدر «الأشقاء في الجمهورية اليمنية يعلمون ذلك جيدا وهذا ما تحرص وتؤكد عليه قيادتنا في هذه البلاد الطاهرة بعدم التعدي على أراضي الغير لاسيما وأن أمن الجمهورية اليمنية الشقيقة وسيادتها جزء لا يتجزأ من أمن وسيادة المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية».
وختم المصدر «لذا فإننا نهيب بكافة وسائل الإعلام التثبت مما تناقلوه من أخبار وتقارير حرصا على مصداقيتهم ونقل الحقيقة والواقع كما هو».
في سياق آخر، أعلنت السلطات اليمنية أمس إغلاق مؤسستين صحيتين إيرانيتين في صنعاء بموازاة أن تنظم تظاهرة ضد السفارة الإيرانية للتنديد «بالتدخلات الأجنبية» في شؤون اليمن. وقال بيان رسمي ان وزارة الداخلية قررت «إغلاق المركز الطبي والمستشفى الايرانيين في صنعاء» وذلك «لانعدام الشفافية في التصرف المالي للمؤسستين». اللتين تتبعان للهلال الاحمر الايراني.
وكانت السلطات أغلقت المستشفى الإيراني في صنعاء بحكم الأمر الواقع في 13 أكتوبر إذ أكدت أن المؤسسة تساعد المتمردين الحوثيين.
والمستشفى، وهو كناية عن مبنى من خمسة طوابق، مفتوح أمام المرضى منذ أربع سنوات ويعمل فيه 120 كادرا طبيا بينهم ثمانية إيرانيين، فيما يقدم المركز الطبي الإيراني خدماته لليمنيين منذ 15 عاما.
الإغلاق جاء بموازاة تظاهرة أمام السفارة الإيرانية في صنعاء أمس قام بها محتجون يمنيون غاضبون احتجاجا على ما وصفوه «بالتدخل الفارسي في الشأن العربي واليمني» وردد المتظاهرون الهتافات المعادية لإيران أمام مقر السفارة الواقعة في الحي الديبلوماسي في لافتات كتب عليها «لا للتدخل الفارسي في شؤون العرب»، «الفرس أعداء العرب وليسوا مسلمين».
وقالت مصادر مقربة من الحكومة ذكرت ان وزارة الداخلية اليمنية استنفرت أجهزتها الأمنية في محيط السفارة ونشرت منذ مساء امس عناصر أمنية بملابس مدنية في المناطق المحيطة بمبنى السفارة الإيرانية بصنعاء تحسبا لأي نوايا مبيتة لأعمال عنف.
وأضافت المصادر أن وزارة الداخلية اليمنية صرحت للمظاهر كأول تظاهرة احتجاجية على ما يوصف بدعم إيران للمتمردين الحوثيين الأمر الذي تنفيه طهران بشدة وطالب المتظاهرون السلطات اليمنية بطرد السفير الإيراني محمد زاده والبعثة الديبلوماسية بصنعاء.
وقالت «المنظمة اليمنية لمناهضة الاستقواء بالخارج» المنظمة للمظاهرة في بيان وزعته إن المتظاهرين يسعون إلى إيصال رسالة الشارع اليمني إلى السلطات الإيرانية بان «السفارة الإيرانية أصبح وجودها في اليمن غير مرغوب فيه» نظرا» للدعم المادي والمعنوي اللا محدود الذي تقدمه إيران للحوثيين».
ولوحظ عدم مشاركة أي من الأحزاب السياسية اليمنية سواء المعارضة أو المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن بالمظاهرة التي اقتصر حشدها على المنظمة التي تبنتها.
مقتل 5 في الجنوب
من جهة أخرى، لقي خمسة يمنيين حتفهم عندما اشتبكت قوات الأمن مع انفصاليين في الجنوب امس في الوقت الذي بدأ فيه سكان الجنوب تنظيم المزيد من الاحتجاجات ضد الحكومة التي تواجه بالفعل تمردا في الشمال.
وقال شهود إن قوات الأمن حاولت فض احتجاج شارك فيه نحو ألف من سكان الجنوب في مدينة عتق بمحافظة شبوة بعد تجمع حاشد مؤيد لدولة اليمن الجنوبي سابقا والتي توحدت مع صنعاء عام 1990.
وقالوا إن 3 محتجين و2 من أفراد قوات الأمن لقوا حتفهم عندما بدأ إطلاق النار في حين أصيب 10 محتجين. وشهد جنوب اليمن سلسلة من الأحداث المماثلة هذا العام في الوقت الذي يشكو فيه سكان الجنوب من التهميش لكن هذه هي أول مرة تشهد فيها محافظة شبوة اشتباكات.