تساؤلات: تساءل مصدر مراقب اذا كان تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري استغرق خمسة اشهر والاتفاق على صيغة البيان الوزاري تطلب 3 أسابيع، فكيف ستكون هذه الحكومة حكومة عمل وانتاج في كل المجالات ولاسيما في المجال المالي والاقتصادي والاجتماعي، وان يتم التوصل بين اعضائها الى اتفاق على التعيينات في وظائف الفئة الاولى وفي كل الاسلاك وان تجري حركة تشكيلات ومناقلات واسعة في أكثر من وزارة من اجل تأمين حسن سير العمل فيها وضبط الانفاق ومنع اهدار المال العام حتى المقونن؟
تعويض سياسي: رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان (زار دمشق قبل يومين واستقبل ومعه زوجته السيدة زينة «عائليا» من الرئيس بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء، والتقى عشية النائب وليد جنبلاط وقبل أيام السيد حسن نصرالله وتلقى قبل ذلك اتصالين من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري...) يقف عند عتبة قرار سياسي يتعلق بعضويته في تكتل الاصلاح والتغيير ومستقبل علاقته مع العماد عون. وعلم ان الاتجاه الغالب عند ارسلان هو الى تجميد قراره في هذا المجال، على ان يكون التعويض السياسي له بعد خروجه من الحكومة جلوسه على طاولة الحوار الوطني ليتقاسم مع جنبلاط تمثيل الطائفة الدرزية في هيئة الحوار، مع العلم ان التمثيل النيابي الدرزي موزع بين جنبلاط (5 نواب) والمعارضة (ارسلان ـ أنور الخليل ـ فادي الأعور).
السفير الأميركي الجديد قبل نهاية العام: بعد نيل حكومة الرئيس سعد الحريري الثقة، يستأنف المسؤولون والديبلوماسيون الاميركيون زياراتهم الى بيروت. ويعود السفير الاميركي الجديد الى دمشق قبل نهاية العام وبعد انقطاع استمر 4 سنوات.
ويحصل ذلك في وقت تصبح المقاربة الاميركية لسياسة سورية في لبنان وعلاقتها معه قريبة جدا من المقاربة الفرنسية ان لجهة اعتبار ان المواقف والسلوكيات السورية هذا العام منسجمة مع القرارات الدولية، وان السوريين ملتزمون بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، أو لجهة اعتبار واشنطن ان تطوير علاقة مع سورية يساهم في تأمين الحماية للبنان من دون ان يكون هناك أي توجه لمقايضة مع سورية على لبنان.
ليس في أجندة صفير عقد مصالحة مارونية: تقول أوساط قريبة من بكركي ان ليس في أجندة البطريرك صفير بعد عودته من الڤاتيكان عقد لقاء ماروني يضم قادة الطائفة ويأخذ شكل مؤتمر مصالحة ماروني في بكركي، حيث يخشى البطريرك في ظل عدم توافر أرضية مشتركة ان يسفر اللقاء عن نتائج عكسية وتفاقم حالة الانقسام والخلاف.
كما تقول أوساط كتائبية قريبة من الرئيس أمين الجميل ان ما قاله النائب ايلي ماروني عن سعي كتائبي لعقد لقاء مسيحي في بكركي مازال مجرد فكرة مطروحة ولا أساس لها على أرض الواقع.
المصالحات المسيحية: أوساط متابعة لملف المصالحات المسيحية لا تتوقع تطورات عملية وبارزة في القريب العاجل وتتوقع أمرين:
- ـ الأول: انطلاق قطار المصالحات المارونية بعد انطلاق الحوار الوطني في قصر بعبدا وليس قبل ذلك.
- ـ الثاني: قيام جهد مشترك بين الرئيس سليمان والبطريرك صفير في هذا المجال، مع ترجيح انعقاد لقاءات المصالحة في بكركي.
ترسيم الحدود: موضوع ترسيم الحدود بين سورية ولبنان مرشح لأن يحتل الأولوية في المشاورات اللبنانية ـ السورية بعد نيل الحكومة برئاسة سعد الحريري الثقة وانطلاق مهمتها في الربع الأول من السنة الجديدة. وتفيد أوساط ديبلوماسية، بأن الترسيم سيسلك المسار نفسه الذي سلكته الاستحقاقات اللبنانية كافة من اتفاق الدوحة، والعلاقات الديبلوماسية اللبنانية ـ السورية، الى انتخاب رئيس للجمهورية، وإجراء الانتخابات النيابية، الى تشكيل الحكومة، وربما يتطلب مزيدا من الوقت أكثر مما تطلبه تحقيق هذه الاستحقاقات الواردة معظمها في القرارات الدولية. وتشير مصادر الى عناصر عدة يجب توافرها وهي:
- ـ قبول دمشق بتعيين ممثليها في اللجنة اللبنانية ـ السورية لترسيم الحدود.
- ـ قبول دمشق بأن يتحدث هؤلاء في الخطوط العامة للترسيم ريثما تكون أنهت البحث مع الأردن في الترسيم، على أن تفعل اللجنة عملها بعد تفرغ الجانب السوري للترسيم مع لبنان.
- ـ يجب دراسة من أين ستقرر اللجنة الترسيم، من الشمال الى الجنوب، أو من النقطة التي توقف عندها عملها في 6 أغسطس 1976 من الشمال غربا الى الشرق في اتجاه الوسط.
انفتاح مطرد: القنوات الديبلوماسية الاميركية صارحت المسؤولين اللبنانيين بأن المرحلة هي مرحلة انفتاح مطرد مع العاصمة السورية، وهو ما فهمه المسؤولون اللبنانيون بأنه انفتاح على إيقاع بطيء ولكنه متصاعد، وبأن على لبنان الاستفادة من هذا المناخ لمواكبة خطوات تثبيت ركائز الدولة اللبنانية من خلال علاقة حوار وتعاون مع دمشق، وان هذا الحوار يجب ان يحصل بروح مرنة ولكن من دون التفريط بالثوابت الأساسية اللبنانية.
المسؤولون اللبنانيون سمعوا أيضا ان الظروف الاقليمية المعقدة قد تمنح لبنان مهلة سنة ونصف السنة بعيدة عن التجاذبات والمشاكل الاقليمية لإنجاز ما يمكن وضعه في خانة تحصين الدولة.
فالانسحاب الاميركي العسكري من العراق يجب ان ينتهي خلال سنة أو سنة ونصف السنة على أبعد حد. والتفاهم الايراني ـ الاميركي حول أفغانستان والأمور الأخرى أمامها مهلة مشابهة.
والعلاقة الاميركية ـ الاسرائيلية ستبقى مجمدة طوال وجود نتنياهو على رأس الحكومة الاسرائيلية ويقدره البعض بفترة السنة ونصف السنة قبل حصول تطورات اسرائيلية داخلية تفرض استقالة هذه الحكومة.