واشنطن ـ أحمد عبدالله
مد الرئيس الافغاني حامد كرزاي يده إلى حركة طالبان امس في إطار دعوة للمصالحة، يقول قصر الرئاسة إنها ستكون محور فترته الثانية التي بدأت الاسبوع الماضي.
وقال كرزاي للصحافيين أمام قصر الرئاسة في كابول في أول أيام عيد الاضحى «أدعو مجددا أشقاءنا في طالبان والحزب الاسلامي وكل من هو بعيد عن أرضه وحمل السلاح ضد بلده للعودة إلى الوطن من أجل السلام والاستقرار والرخاء.
»حتى نمضي نحن الافغان يدا بيد معا لاعادة بناء بلدنا المحبوب وتحقيق الرخاء فيه»، ويضم الحزب الاسلامي أتباع قلب الدين حكمتيار قائد الميليشيا السابق الذي قاتل قوات الاتحاد السوفييتي والاسلامي الذي يتعاطف مع أهداف طالبان.
وقال كرزاي «لن أتخلى عن هذا الصراع. أتمنى أن يدرك الملا عمر وغيره في طالبان أن هذا الامر ضرورة قومية من أجل السلام والاستقرار»، ودعا كرزاي الذي تضررت سمعته كثيرا بعد انتخابات شابها التزوير في أغسطس منافسيه ومن بينهم وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله للانضمام إلى الحكومة الجديدة. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الافغاني تشكيل الحكومة في الاسابيع المقبلة.
الى ذلك، كشف الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية الاميركية ليزلي غليب انه حصل من مصادر في البيت الابيض على تفصيلات الخطة التي سيعلنها الرئيس باراك اوباما الثلاثاء المقبل بشأن افغانستان.
وقال غليب في تصريحات ادلى بها في واشنطن اول من امس ان الادارة ستوافق على ارسال ما يتراوح بين 30 و36 الف جندي وان الرقم النهائي سيتحدد بناء على رسائل ينتظرها البيت الابيض من الحلفاء في «ناتو» تحدد بصفة نهائية اعداد الجنود الذين سيرسلونهم الى افغانستان في الشهور المقبلة.
وقال غليب «ستعرض الادارة ايضا ارسال عشرة آلاف اضافيين من الجنود خلال عام واحد اذا ما طلبت القيادة الميدانية. وسيقدم اوباما ذلك في نص خطابه ليس باعتباره التزاما مفتوحا من الوجهة الزمنية وانما باعتباره مساندة لحكومة صديقة في كابول. فضلا عن ذلك فان الرئيس سيؤكد ان هذا الدعم يهدف الى منح القوى الصديقة في افغانستان وقتا وحافزا لتولي المسؤولية بانفسهم في ميدان مواصلة المعركة».
وقال غليب «لقد طلب قائد القوات في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال نحو 44 الف جندي الا ان الرقم الذي سيجيزه الرئيس اوباما يوم الثلاثاء هو الحد الاقصى الذي يمكن ارساله خلال عام، ولم يكن الرقم اختياريا من قبل الرئيس ولكنه كان افضل ما تستطيع الپنتاغون ان تقدمه في اللحظة الراهنة بالاضافة الى العشرة آلاف الذين سيكون قيد الطلب اذا طلب ماكريستال».
وتابع «سيقول الرئيس ان الاستراتيجية هي مكافحة التمرد اي دخول منطقة معينة وتطهيرها من طالبان والقاعدة على ان يعقب ذلك دخول فرق اعادة التعمير المدنية. فضلا عن ذلك فان الرئيس سيشرح ايضا عنصر مكافحة الارهاب في الاستراتيجية الجديدة وذلك بالتركيز بصفة متكررة على مواجهة القاعدة».
واوضح غليب ان العنصر المنسي – حسب تعبيره – في الاستراتيجية الاميركية في افغانستان اي عنصر تدريب القوات الافغانية سيحتل موقعا هاما في نص خطاب اوباما.
واضاف «سيحمل خطاب الرئيس تبدلا مهما رغم انه لن يلفت انظار كثيرين. فهو لن يذكر هزيمة القاعدة كما دأب المسؤولون الاميركيون على تحديد الهدف من العمليات في افغانستان. بدلا من ذلك فانه سيستخدم كلمتين في وصف الهدف الاميركي تجاه المنظمة. والكلمتان هما: تفكيك وخفض فاعليته القاعدة. بعبارة اخرى إضعاف المنظمة. وقد يكون ذلك خطوة صغيرة الى الوراء من الناحية اللفظية على الاقل ولكنه هدف قابل للتحقيق اذ ان معيار هزيمة القاعدة وهي قوات غير نظامية ليس واضحا من حيث التعريف حتى بالنسبة للعسكريين». وتابع «سيقول الرئيس ان الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية ذلك في الفترة القصيرة المقبلة ولكن العبء سيقع بعد ذلك على كاهل الحكومة الافغانية. وسيشترط الرئيس اولا ان يقوم الرئيس حميد كرزاي بتنظيف الحكومة من الفساد ولكنه لن يستخدم لهجة الانذار او الوعيد مع الرئيس الافغاني».