بيروت ـ عمر حبنجر
اضافات كلامية وتسويات لفظية أنهت جدل 10 اجتماعات للجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وصدرت مسودة البيان مرفقة بتحفظات وزيرين يمثلان فريق مسيحيي 14 آذار الموصوفين بالسياديين. وهذه المسودة ستعرض على طاولة مجلس الوزراء المرتقب انعقاده الأربعاء المقبل وان يقر سريعا مشروع البيان، على ان ينعقد مجلس النواب لمناقشته بدءا من الاثنين في 7 ديسمبر أو اليوم الذي يليه، وحيث يكون رئيس المجلس نبيه بري عاد من رحلة خاصة الى اليونان. وتحضيرا لهذه الخطوات التقى الرئيس ميشال سليمان مع رئيس الحكومة سعد الحريري قبيل سفر الرئيس الحريري الى المملكة العربية السعودية مساء الجمعة، لتمضية عطلة الأضحى مع عائلته هناك.
الأجواء الإيجابية التي شاعت مع انجاز مشروع البيان الوزاري يفترض ان تتعزز في الأيام القليلة المقبلة، بفعل التواصلات السياسية المرتبطة بالأعياد.
التسويات الصياغية
التسوية الصياغية للفقرة المتعلقة بسلاح المقاومة، كرست التوافق في الاجتماع العاشر والأخير للجنة الوزارية مع تحفظ الوزيرين بطرس حرب وسليم الصايغ على صيغة الجانب السياسي المتعلق بسلاح المقاومة.
والاضافة – التسوية – الى مشروع البيان تمثلت بأولويات المواطنين التي طرحها رئيس الحكومة وتتعلق بالأزمات المعيشية واليومية التي يواجهها الناس، ووقع البيان في 22 صفحة متضمنا 4 أجزاء رئيسية، تشمل التوجهات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية وأولويات المواطنين وبرامج الوزارات وأولوياتها.
التعديلات
واعتمدت اللجنة تعديلات على الجانب السياسي في بيان الحكومة السابقة، بحيث تضمنت الفقرة الثانية من البيان الجديد التالي: تشدد الحكومة على وحدة الدولة وسلطتها ومرجعيتها الحصرية في كل القضايا المتصلة بالسياسة العامة للبلاد، لما يضمن الحفاظ على لبنان وحمايته وصون سيادته الوطنية. ويكون هذا المبدأ ناظما لقراراتها وتوجهاتها والتزاماتها، كما تشدد على التزام مبادئ الدستور وأحكامه وقواعد النظام الديموقراطي والميثاق الوطني وتطبيق اتفاق الطائف. أما الفقرة السادسة من مشروع البيان فقد تضمنت التالي: انطلاقا من مسؤولياتها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه تؤكد الحكومة حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء، والتمسك في حقه بمياهه وذلك بالوسائل المشروعة والمتاحة كافة، وتؤكد التزام قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بمندرجاته كلها، كما تؤكد العمل لتوحيد الموقف اللبناني من خلال الاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة لحماية لبنان والدفاع عنه تقر في الحوار الوطني. كما حظت الفقرة الخامسة من البيان تشديد الحكومة على احترام القرارات الدولية، ومطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرار 1701 ووضع حد للانتهاكات الاسرائيلية له.
الحريري: المقاومة واقع لا يمكن إنكاره
بدوره الرئيس الحريري وبحسب زواره امس اعتبر ان المقاومة واقع لا يمكن انكاره وهي ليست جسما مستوردا بل تمثل شريحة لبنانية وازنة، وقد اظهرت نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة ان هذه الشريحة جددت تفويضها للمقاومة ويجب احترام خيارات الناس، رافضا اي محاولة لجعل موضوع المقاومة مادة لاعادة توتير الاجواء المذهبية. وقال الحريري: لقد اختلفنا في مرحلة ما مع المقاومة، لكننا طوينا هذه الصفحة، مشيرا الى ان هذا السلاح لن يزج في الداخل اللبناني نهائيا، مبديا حذره مما تحوكه اسرائيل للبنان من مكائد بعناوين مختلفة، رافضا كل ما يردده العدو حول موضوع رفض ضم حزب الله للحكومة. وكان الرئيس الحريري استقبل ليلة العيد المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل الذي نقل اليه تهاني الامين العام بالعيد وشكره على موقفه من موضوع المقاومة في لجنة صياغة البيان الوزاري، وتناول البحث مرحلة ما بعد اقرار البيان الوزاري.