واشنطن ـ احمد عبدالله
قال الباحث الاميركي المتخصص في الشؤون النووية ايفان اويلرش ان السبب الرئيسي في تشدد موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه ايران يرجع في حقيقته الى المغزى الذي استنتجه خبراء الوكالة من موقع التخصيب الايراني الذي كشفت عنه طهران مؤخرا والذي يقع بالقرب من مدينة قم.
وقال اويلرش الذي يعد مرجعا بين علماء الطاقة النووية الاميركية انه فحص نتائج جولة مفتشي الوكالة في الموقع الايراني وان الموقع لا يمكن ان يكون منفردا. وفسر ذلك خلال حديث تلفزيوني اجري معه في واشنطن اول من امس بقوله «لا يمكن تصور ان تكون منشأة بهذا الحجم وبهذه القدرة الا جزءا من مسلسل من المنشآت التي تخصب الوقود النووي عبر مراحل متعاقبة».
وتابع «يفترض تزويد ذلك الموقع بيورانيوم عند درجة منخفضة من التخصيب وذلك لزيادة هذه الدرجة. غير ان المواقع التي نعرفها والتي يجري فيها التخصيب الى درجة منخفضة اي موقع نطنز ينتج كمية تقل كثيرا عما يمكن للموقع الجديد استيعابه. ويعني ذلك بالضرورة ان هناك مواقع اخرى تنتج اليورانيوم منخفض التخصيب ستقوم بتزويد الموقع الجديد باحتياجاته. فعند تشغيل معجلات الطرد المركزي في الموقع الجديد يصبح من المستحيل وقفها دون اصابتها باضرار جسيمة. لابد اذن من تقييمها كما نقول. ولكن من اين؟ نطنز لا يمكنه تلبية هذه الطاقة الجديدة التي ستضاف الى القدرات الايرانية». وتابع العالم الاميركي «ليس هذا هو السؤال الوحيد ولكن هناك اسئلة اخرى اكثر تعقيدا من الوجهة الفنية تتعلق بدرجة التخصيب وقدرات الموقع الجديد. فهناك حلقات مفقودة في مسلسل متابعة برنامج التخصيب الايراني. لقد كنت قليل الحماس في البداية لمن يفترضون افتراضات بدت لي سياسية الاهداف ولكنني الآن اعتقد حقا ان لدى ايران اشياء ربما تكون كثيرة لا نعرف عنها شيئا. واعتقد ايضا ان هذا هو الاستنتاج السائد بين مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقال اويلرش ان نتائج جولتين متعاقبتين للمفتشين في موقع قم ينبغي ان تغير الهدف من تعامل الوكالة والمجتمع الدولي مع قضية البرنامج النووي الايراني واضاف «لا اشارك عادة في نقاشات حول الضربات العسكرية والعقوبات فهذه امور لا تدخل فيما افهم. ما اراه هو ان هدف وقف التخصيب في نطنز او وضع نطنز تحت رقابة الوكالة ليس هدفا مناسبا في مرحلة ما بعد موقع قم. الهدف الصحيح الآن هو ان تقبل ايران برقابة الوكالة الدولية على كل مكونات مشروعها النووي بلا استثناء. ويمكن ان يحدث ذلك بعد الاتفاق على السماح للايرانيين بامتلاك برنامجهم النووي المخصص للاغراض السلمية. ولكن المهم هو ان يحدث ذلك تحت اشراف الوكالة على جميع المواقع بلا استثناء. لو اخفى الايرانيون موقعا عندئذ فسنعرف بسهولة ودون تكهنات».