- «البديل من أجل ألمانيا» المناهض للمهاجرين أكبر المستفيدين
تبحث المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن مخرج لأزمة فشلها في تشكيل ائتلاف حكومي، فيما وصف بأنه زلزال سياسي يمكن ان يفضي الى انتخابات جديدة وانتهاء المسيرة السياسية لميركل.
ومنذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية في عام 1949، لم يحدث امر كهذا، اي ان تكون البلاد بلا اغلبية تحكمها.
ويشكل الوضع في ألمانيا نبأ غير سار للشركاء الاوروبيين، وخصوصا فرنسا التي قدم رئيسها ايمانويل ماكرون الذي قال ان ما يحدث في ألمانيا ليس من مصلحة باريس، فيما أعرب وزير الخارجية الهولندي هالبه زيليسترا عن قلقه من فشل مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا، قائلا: «هذا خبر سيئ بالنسبة لأوروبا».
فبعد شهر من التردد والمفاوضات الشاقة، اخفق المحافظون بقيادة ميركل (الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي) والليبراليون والمدافعون عن البيئة في تشكيل ائتلاف حكومي والمعروف اعلاميا بائتلاف «جامايكا».
وأطلق على الائتلاف الثلاثي اسم ائتلاف «جامايكا»، لأن الألوان المميزة للأحزاب المشاركة هي نفس ألوان علم دولة جامايكا،وهي: التحالف المسيحي بزعامة ميركل (اللون الأسود) وحزب الخضر (اللون الأخضر) والحزب الديموقراطي الحر (اللون الأصفر).
واعلن الحزب الديموقراطي الحر الألماني في وقت متأخر من مساء أمس الاول أن المحادثات الاستكشافية لتشكيل ائتلاف «جامايكا» في ألمانيا قد فشلت.
ولم تتمكن احزاب الائتلاف الثلاثي من الاتفاق على سقف لعدد طالبي اللجوء ولا ما اذا كان كل اللاجئين او جزء منهم يستطيعون الحصول على حق لم شمل عائلاتهم في ألمانيا. ويريد المحافظون والليبراليون الحد من وصول المهاجرين بينما يطالب دعاة حماية البيئة بسياسة اكثر سخاء.
وأجرت ميركل مباحثات مع الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يلعب دور مؤسساتيا اساسيا لتطبيق الاجراءات المعقدة حل البرلمان، حيث ألمح الى انه يحتاج الى بعض الوقت للتفكير لانه لا يفضل هذا السيناريو.
والزلزال السياسي كبير في ألمانيا المعتاد على التفاوض والتسويات السياسية، الى درجة دفعت مجلة «دير شبيغل» الى الحديث عن «لحظة بريكست المانية ولحظة (دونالد) ترامب المانية».
وفي حال جرت انتخابات تشريعية مبكرة، لا شيء يضمن ان تكون النتائج مختلفة عن الاقتراع السابق، فقد ادى الاختراق الذي حققه حزب «البديل من اجل ألمانيا» ودخوله بقوة الى مجلس النواب، الى تفكك المشهد السياسي في البلاد والى مجلس نواب بلا اغلبية واضحة. وكان هذا الحزب وضع في صلب برنامجه خطاب معاد للمهاجرين وللاسلام ولميركل.