حكمت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالسجن مدى الحياة على الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش المعروف بـ«جزار البوسنة»، بعد ادانته بعشر اتهامات بارتكاب جرائم ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وقال القاضي الفونس اوريه في بيان إن «المحكمة تحكم على راتكو ملاديتش بالسجن المؤبد لارتكابه هذه الجرائم».
وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أن ملاديتش تورط في عدة جرائم، من بينها عملية إبادة جماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاك قواعد الحرب وقتل مدنيين واحتجاز رهائن.
وكان ملاديتش ـ الملقب بـ«جزار البوسنة» ـ قد أنكر التهم المنسوبة إليه أمام محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، وهي التهم التي ارتكبها خلال التفكك الفوضوي لدولة يوغوسلافيا السابقة عقب انهيار الشيوعية في عام 1990.
وقد لعب ملاديتش (74 عاما) دورا محوريا في حملة وحشية للتطهير العرقي بهدف إقامة صربيا الكبرى، وذلك خلال حرب البوسنة الوحشية (1992-1995) والتي أودت بحياة مائة ألف شخص.
ودخلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش مدينة سربرنيتسا في 11 يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عاما.
وبعد أيام على مقتل نحو ثمانية آلاف رجل وشاب في سربرنيتسا في شمال البوسنة، وجهت اليه في 25 يوليو 1995 تهمة ارتكاب مجزرة.
ودانت المحكمة الدولية ستة متهمين من بينهم رادوفان كرادجيتش في مأساة سربرنيتسا التي تعتبر أسوأ مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ويلاحق ملاديتش ايضا لدوره في حصار سراييفو الذي دام 44 شهرا وقتل خلاله عشرة آلاف شخص معظمهم مدنيون ولاحتجاز مائتي جندي ومراقب تابعين للأمم المتحدة العام 1995.
واعتقل ملاديتش في 2011 بعد تواريه لأكثر من عشر سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا ونقل الى لاهاي ليمثل للمرة الأولى أمام المحكمة بعد أيام.
وقد رحبت مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان بالحكم بالسجن المؤبد على الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة، معتبرة انها انتصار مهم للعدالة. وصرح زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الانسان بأن «ملاديتش تجسيد للشر».