- مصادر لـ «الأنباء»: التريث يحول الحكومة إلى تصريف الأعمال
- رئيس الحكومة يتشاغل عن السفير السوري بحديث مع باسيل
بيروت - عمر حبنجر
اكتمل عقد الرؤساء على منصة عيد الاستقلال بعودة الرئيس سعد الحريري، بعد غياب 18 يوما، عن المشهد اللبناني الداخلي. وجلس الحريري إلى يسار الرئيس ميشال عون، الذي صافحه وتبادل معه القبل، لأول مرة منذ سفره الأخير، قائلا له: «الحمد لله على السلامة»، فيما تبادل المصافحة مع رئيس المجلس نبيه بري الجالس إلى يمينه.
معركة الجرود حاضرة
وخيمت أجواء معركة «فجر الجرود» التي خاضها الجيش ضد مجموعات داعش في الجرود الشرقية، على العرض العسكري، حيث كلف قائد الجيش العماد جوزف عون، قائد عملية «فجر الجرود» نفسه، العميد فادي داود بقيادة العرض الذي مشت فيه الوحدات التي شاركت في المعركة ضد الدواعش، لتتحول من فجر الجرود إلى «فجر للوجود اللبناني الحصين».
بيد أن الأسلحة التي مشت بالعرض تقليدية، حيث كان الاعتماد على قوات التدخل العسكرية والأمنية العالية التدريب، وثمة جديد تمثل في اللباس الجديد المعتمد، على ان أهمية العرض، إنه الأول بعد معركة انتصار الجيش في معركة الجرود، رغم العوائق الجانبية، وفي حصول العرض بذاته بعدما كان مهددا بالإلغاء، لو لم يتسن للرئيس الحريري المشاركة فيه، فضلا عن المناسبة بذاتها، فقد رفض الرئيس عون في رسالة الاستقلال وصف المناسبة بالذكرى، مؤكدا على أنه عيد وطني، ولو اعتراه بعض الشحوب، حيث توجه إلى اللبنانيين بقوله: هذا عيدكم، لا تترددوا في الاحتفال به.
ويذكر أن هذه المناسبة الاستقلالية الثانية التي يشارك بها الحريري، في العيد الثالث والسبعين للاستقلال شارك كرئيس حكومة مكلف إلى جانب رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام. بالأمس، شارك كرئيس حكومة مستقيل، على الأقل كما يعتبر نفسه، وإن كان الرئيس عون لا يعتبر استقالته التلفزيونية دستورية.
ما بعد العودة
هذه النقطة، ستصبح القضية، أو بالأحرى أصبحت القضية، منذ لحظة انتهاء استقبالات الاستقلال في القصر الجمهوري التي أعقبت العرض العسكري، ولوحظ أن الحريري انتقل من مكان العرض في جادة الوزان، إلى القصر الجمهوري في بعبدا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بسيارة واحدة، حيث لفتهما إقامة مجسم نسخة طبق الأصل، عن تمثال الشهداء القائم في الساحة التي تحمل اسمهم، وذلك في الباحة الداخلية للقصر الجمهوري.
وبالفعل، ما ان وصل الرؤساء الثلاثة إلى بعبدا، حتى عقدوا خلوة كان محورها استقالة الحريري من رئاسة الحكومة، وبعد فترة من الوقت خرج الرئيس بري، تاركا الرئيسين عون والحريري يتابعان خلوتهما، حيث توصل الرئيس عون إلى إقناع الرئيس الحريري بالتريث في تقديم استقالته، تمهيدا لإجراء الحوارات المناسبة.
وقبل الشروع في تقبل التهاني بالاستقلال، تبلغ الحاضرون المجتمعون في بهو القصر ان لدى الرئيس الحريري كلمة يود إلقاءها وسرعان ما أحضرت منصة للخطابة، ليلقي الرئيس الحريري كلمة مكتوبة استهلها بالقول: في هذا اليوم الذي نجتمع فيه تحت راية الاستقلال أشكر الرئيس على عاطفته النبيلة وحرصه الشديد على حماية الاستقرار واحترام الدستور والتزام الأصول والأعراف ورفضه الخروج عنها تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف: اني أتوجه من هنا، من رئاسة الجمهورية بتحية تقدير وامتنان إلى جميع اللبنانيين الذين غمرونا بصدق محبتهم وعاطفتهم، وأؤكد على التزامي التام بالتعاون مع فخامة الرئيس لمواصلة مسيرة النهوض بلبنان وحمايته بكل الوسائل الممكنة، من الحروب والحرائق المحيطة وتداعياتها على كل صعيد.
وقال: لقد عرضت استقالتي على فخامة الرئيس، فتمنى عليّ التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية، وأبديت تجاوبي مع هذا التمني، آملا أن يشكل مدخلا جديا لحوار مسؤول يجدد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني، ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب.
وتابع: إن وطننا الحبيب يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية الى جهود استثنائية من الجميع لتحصينه في مواجهة المخاطر والتحديات، وفي مقدمة هذه الجهود، وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الإقليمية، وعن كل ما يسيء الى الاستقرار الداخلي وإلى العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب، وإنني أطلع في هذا اليوم الى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصالح أخرى، وفي الحفاظ على سلامة العيش المشترك بين اللبنانيين، وعلى المسار المطلوب لإعادة بناء الدولة.
تصريف اعمال
مصادر سياسية قريبة من تيار المستقبل أوضحت لـ «الأنباء» أن التريث في تقديم الاستقالة يعني تعليقها، ويعني أنها ستتحول الى حكومة تصريف أعمال، وقد اتفق على هذه النقاط المشروطة بتنفيذ البنود الواردة في خطاب الحريري، والتي هي شروط الدول العربية والخليجية خصوصا، التي ضمنها الرئيسان عون وبري للحريري.
ولاحظت المصادر أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، دعا الحريري الى العودة عن استقالته ولنتحاور، مشيرا الى انتهاء الحرب في العراق وسورية، ونافيا علاقة الحزب بحرب اليمن.
المصادر عينها اعتبرت لـ «الأنباء» أن القول بانتهاء الحرب لا يعني أن الحزب توقف عن حروبه الخارجية، والمطلوب أن يصدر بيانا رسميا بالانسحاب من الحروب الإقليمية، أو قطع تعهدات موثوقة، كما حصل بالنسبة للكويت، بعد كشف خلية العبدلي، حيث اكد المصدر أن الحزب تعهد للكويت، عبر قنوات عدة، بينها الرئيس سعد الحريري بالذات، بالتوقف عن العبث بالساحة الكويتية التي أثبتت حصانتها القوية.
حضور عربي
وخلال استقبالات بعبدا، حضر سفير الإمارات حمد الشامسي والقائم بالأعمال السعودي وليد بخاري، ولم يحضر السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب، كونه لم يقدم أوراق اعتماده بعد.
كما حضر السفير السوري علي عبدالكريم علي، ولم يبتعد الرئيس الحريري، كما فعل في احتفال السنة الماضية، إنما تشاغل بالحديث مع وزير الخارجية جبران باسيل كي يتفادى مصافحته، وهذا ما حصل.
الحريري يزور دار الفتوى شاكراً دريان
بيروت: زار الرئيس سعد الحريري دار الفتوى مساء أمس شاكرا للمفتي عبداللطيف دريان مواقفه الداعمة له. وحدد الحريري الساعة
الخامسة من عصر اليوم الخميس لاستقبال رجال الدين السنة من مختلف المناطق والمراتب، ليشرح لهم التطورات في محاولة لاستعادة الثقة التي افتقدت بفعل سلسلة مواقف اعتبرها هو اضطرارية لحماية الاستقرار العام، فيما رآها الآخرون تنازلات غير مقبولة وليست مبررة.
بالفيديو.. رئيس الحكومة من بيت الوسط: باقٍ معكم للدفاع عن لبنان