في إطار تصعيدها للمواجهة مع الغرب أعلنت إيران أمس عزمها بناء 10 محطات لتخصيب اليورانيوم، بحسب التلفزيون الإيراني.
كما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن الحكومة ستدرس خلال اجتماعها بعد غد خطة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%. وأنها ستسعى لانتاج ما بين 250 و 300 طن من الوقود النووي كل عام.
وقال أنه لن يسمح بهدر أي من الحقوق الإيرانية.
تصعيد نجاد جاء بعد أن طلب مجلس الشورى الايراني من الحكومة خفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اثر قرارها الذي يدين ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وفق ما جاء في بيان نشر أمس على موقع المجلس الالكتروني.
وذكر التلفزيون الرسمي الايراني ان 226 نائبا من اصل 290 وقعوا رسالة يطالبون فيها الحكومة بوضع «خطة سريعة تهدف الى خفض مستوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطرحها على البرلمان»، بحسب ما جاء في الرسالة وقد جاءت هذه الخطوة بعد يومين من تصويت مجلس محافظي الوكالة لصالح قرار يوبخ إيران على بناء محطة لتخصيب اليورانيوم سرا.
وقــال النــواب الايرانيــون في البيــان «ينبغي على الحكومــة بسبب سلوك القوى العالمية أن تقدم خطة لخفض مستوى تعاون إيران مع الوكالة».
والبرلمان لديه سلطة الزام الحكومة بتغيير تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما حدث عام 2006 بعدما صوتت الوكالة ومقرها ڤيينا لصالح احالة ملف البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.
وأضاف «النواب» أنه ينبغي إعــادة الملف النووي الإيراني إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرة أخرى من مجلس الأمن.
البيان البرلماني سبقه تحذير رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني من ان ايران قد «تخفض الى حد كبير تعاونها» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منددا بقرار الوكالة الذي يدين طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
ووصف لاريجاني في كلمة ألقاها امام البرلمان القرار الصادر الجمعة والذي قد يفتح الطريق لاقرار عقوبات دولية جديدة بحق ايران، بأنه من باب «المزايدة» السياسية.
وقال «ان البرلمان الايراني يحذر الولايات المتحدة والاعضاء الآخرين في مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي زائد ألمانيا والتي كانت خلف القرار) ألا تتصور ان هذه اللعبة التي مر عليها الزمن ستمنحها فرصة للمزايدة».
وتابع: «لا ترغموا البرلمان والامة الايرانية على اختيار طريق آخر وخفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقال لاريجاني الشخصية المحافظة النافذة وكبير المفاوضين سابقا في الملف النووي الايراني ان هذه الخطوة من جانب الدول الست «تكشف انها لا تسعى الى التفاوض بل الى الخداع السياسي».
وتابع: «كان يجدر بكم تلقي كشف ايران عن موقع فوردو بشكل ايجابي بدل اتخاذه ذريعة لهذا القرار».
وقال محذرا «سنتابع بانتباه مبادراتكم المقبلة وسنتبع نهجا جديدا حيالكم ان لم تتخلوا عن سياسة العصا والجزرة هذه السخيفة».
وذكرت وكالة انباء الطلبة الايرانية (إسنا) أن رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني قال «إذا لم تتوقفوا عن سياسات العصا والجزرة السخيفة تلك، فسنتبنى في المقابل سياسات جديدة ونخفض بشكل جدي التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقال لاريجاني إن «القرار يوضح أن كل المفاوضات التي تمت منذ أكتوبر لم تكن من أجل التوصل لتسوية وإنما هي شكل من أشكال الغش السياسي». وقال رئيس البرلمان ان إيران ستراقب بحرص الخطوات التالية من جانب القوى العالمية وستتصرف وفقا لها.