استبق الرئيس الأميركي باراك اوباما اعلان استراتيجيته الجديدة في افغانستان بإبلاغها لكبار قادته العسكريين وإصدار أوامر تنفيذها الاحد الماضي قبل يومين من إعلانها رسميا امس. كما قام اوباما باتصالات هاتفية مع زعماء فرنسا وروسيا لإبلاغهم الاستراتيجية التي توقعت مصادر انها انه ستقوم على نشر 30 الف جندي آخرين في افغانستان، وانها ستؤكد اعتزام الولايات المتحدة مغادرة البلاد في نهاية المطاف.
وجاءت الاستراتيجية بعد مداولات استغرقت ثلاثة اشهر ليعلنها اوباما في كلمة الى الشعب الأميركي أمس من اكاديمية وست بوينت العسكرية في نيويورك.
وقال البيت الابيض ان اوباما ابلغ قادته العسكريين يوم الاحد انه استقر على خطة جديدة واصدر اليهم اوامر بتنفيذها. وعقد ايضا اجتماعا لإبلاغ كبار مستشاريه بالقرار. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض «القائد العام اصدر الاوامر».
كما قضى اوباما وقتا طويلا يوم امس الاول لاطلاع حلفائه على خطته حيث تحدث الى قادة الكونغرس قبل القاء كلمته.
وتمثل زيادة القوات استثمارا كبيرا من قبل اوباما في الحرب قبل وقت قصير من سفره الى اوسلو لتسلم جائزة نوبل للسلام، ومن المرجح ان يشعل معركة في الكونغرس بشأن التمويل حيث يعارض اعضاء الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه زيادة كبيرة في القوات.
ولم يتطرق غيبس الى تفاصيل استراتيجية اوباما ولكن مسؤولين أميركيين آخرين قالوا ان اوباما فوض بإرسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان. والهدف هو تأمين المراكز السكانية ورد طالبان على اعقابها وتدريب قوات الأمن الافغانية لكي تتولى السيطرة تدريجيا.
ولم يتوقع المسؤولون ان يعلن اوباما عن موعد انسحاب محدد ولكنه تصور خفضا تدريجيا للقوات الأميركية وتسليم مقاليد الامور الى القوات الافغانية على مدى ثلاث الى خمس سنوات.
وقال الجنرال ستانلي مكريستال اكبر قادة القوات الأميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان للمشرعين ان تقليص القوات قد يبدأ بحلول عام 2013 بينما قال البيت الابيض انه يتوقع ان تكون القوات الأميركية خارج البلاد بحلول عام 2017 او 2018.
وابلغ اوباما رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود في اجتماع بالمكتب البيضاوي بهذه الخطة وأجرى اتصالات هاتفية مع زعماء آخرين بينهم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ.
وكان قد اتصل برئيس الوزراء الايطالي سيلڤيو برلسكوني الاسبوع الماضي.
كذلك، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية أن الرئيسين الأميركي والأفغاني حامد كرزاي أجريا صباح أمس محادثات مغلقة عبر دائرة تلفزيونية تناولت مناقشة الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان.
الى ذلك، أكد وزير الدفاع الفرنسى ارفيه موران أن الأميركيين يطالبون الأوروبيين بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان.
وقال موران ـ في تصريح له امس ـ إنه إذا ما كان يتعين بذل جهود إضافية إزاء أفغانستان، فإن الجهد الوحيد الذي له معنى هو تدريب قوات الجيش والشرطة الفرنسيين، مضيفا أن مواجهة الوضع في أفغانستان لا يمكن أن تكون فقط على المستوى العسكري، وإنما يتعين أيضا أن تشمل تنمية البلاد وبناء المؤسسات الأفغانية وتحسين الإدارة والحكم هناك.
من ناحية أخرى، رفض وزير الدفاع الفرنسي التعليق على ما نشرته صحيفة «لو موند» من أن واشنطن طالبت باريس بإرسال ألف و500 جندي إضافي إلى أفغانستان.
الا ان موران أكد عدم ارسال بلاده لقوات عسكرية اضافية الى افغانستان. وذكر الوزير الفرنسي ان بلاده قد تزيد من تدريباتها العسكرية لأفغانستان ومساعدات اعادة البناء.
أما بريطانيا فقد اعلن رئيس وزرائها غوردن براون ان بلاده قررت ارسال 500 جندي اضافي قريبا الى افغانستان ليرتفع بذلك عدد القوات البريطانية المتمركزة هناك الى 9500 جندي.
وقال براون في كلمة ألقاها امام مجلس العموم البريطاني ان قرار ارسال مزيد من القوات الى افغانستان يهدف الى دعم المجهود العسكري لقوات حلف شمال الأطلسي التي تواجه مقاومة عنيفة من حركة طالبان.
واضاف ان «القوات الاضافية ستنتشر في أوائل ديسمبر لتدعيم الوجود البريطاني في وسط هلمند».