يرى البعض ايجابية في اعلان الرئيس نبيه بري الرغبة في تطبيق اتفاق الطائف الذي تمسكت به قوى 14 آذار بقوة في الاعوام الأخيرة، خصوصا في مقابل محاولة فرض المعارضة السابقة اتفاق الدوحة بدلا منه، وقد قابله البعض بالترحيب على هذا الاساس ولم يرفض اقتراحه تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، بل اقترح التريث وتمهيد الاجواء المناسبة لمناقشة مثل هذا الموضوع.
ويؤكد المقربون من بري ان الحملة التي شنت عليه لم تسبب له الإحباط وإن تكن قد ولدت لديه شعورا بالمرارة، وبالتالي فهو مصمم على المضي قدما في طرحه، وإذا كان هناك من تعديل سيطرأ، فهو سيطال التكتيك ولن يشمل الاستراتيجية. ووفقا لبعض المراقبين، فان ما اقترحه بري، وان لم يكن جديدا في مضمونه او في كونه قد لا يتخطى واقع المناورة السياسية لاهداف محددة او حتى لاهداف بعيدة، مرتبط بالظروف السياسية التي قد تختلف بحيث تجد اقتراحات مماثلة صدى لاعتبارات لا يمكن التنبؤ بها منذ الآن علما بأن اقتراح بري فاجأ كثرا ليس من حيث توقيته فحسب بل من حيث مبدأ الطرح في ذاته، فيما يردد مسؤولون مسلمون امام رؤساء البعثات الديبلوماسية أن المسيحيين هم ملح لبنان ولا يمكن أن يبقى هو نفسه من دونهم، وتاليا لا يفهم المبرر لتخويفهم واثارة نقزتهم مجددا من تحالفاتهم السياسية.