وسط ترحيب دولي بالاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الاميركي باراك أوباما فجر أمس، التقى فريق الأمن القومي لإدارة الرئيس الأميركي أمس بأعضاء الكونغرس لتهدئة مخاوف البعض من ان إرسال 30 ألف جندي كما ينوي في استراتيجيته الجديدة سيوسع نطاق الحرب في أفغانستان. فقد قوبل قرار أوباما بزيادة القوات، باحتجاجات من جانب زعماء في حزبه الديموقراطي يميلون نحو اليسار وذلك قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل. كما قوبل الجدول الزمني لبدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2011 على الفور بإدانة من جانب الجمهوريين.
ورغم انتقادهم للمراجعة الطويلة التي قام بها أوباما للإستراتيجية الأميركية في أفغانستان والتي استغرقت 3 اشهر أيدوا قراره النهائي بتعزيز القوات الموجودة في جبهة القتال وقوامها الآن 68 ألف جندي أميركي. وقال النائب هاوارد مكيون وهو أرفع نائب جمهوري في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي «كل الأميركيين يريدون ان يروا قواتنا وهي تغادر أفغانستان في أقرب وقت ممكن بعد ان تنهي مهمتها بنجاح.ومن جانبه قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن طلائع القوات الأميريكية ستصل إلى افغانستان بعد حوالي اسبوعين او ثلاثة. وكما كان متوقعا، أدانت حركة طالبان إستراتيجية الرئيس اوباما. ووصفتها ـ حسبما ذكرت شبكة «سي.إن.إن» الأميركية امس بأنها تعد «فكرة سيئة». وأعلنت انها ستتصدى للقوات الجديدة.
وبعد ساعات من خطاب أوباما الذي قال فيه ان القوات الاضافية ستصل خلال أشهر والذي بث تلفزيونيا في أفغانستان فجر اليوم انطلق الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في جولة ميدانية لدعم قواته والتأكيد على ان زيادة القوات ستوفر الاعداد اللازمة لتطبيق استراتيجية جديدة تحمي المدنيين وتسرع تدريب القوات الافغانية وتقلب موازين الحرب. واكد مكريستال امس ان القوات ستعمل على تحسين الوضع الأمني ونقل المسؤولية الأمنية الى القوات الأفغانية بشكل سريع اذا سمحت الظروف. واضاف في بيان بعد اعلان الرئيس ان «استراتيجية الرئيس أوباما الجديدة في افغانستان وباكستان كلفتني بمهمة عسكرية واضحة وبموارد اضافية لتحقيق مهمتنا». ونقل ماكريستال بعد اجتماعه مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في كابول عن كرزاي تأييد قرار الرئيس الأميركي القاضي بإرسال الجنود.
وقد تعهد أوباما بالبدء في سحبها بحلول يوليو 2011. في هذه الأثناء، انضمت اليابان أمس الى المرحبين بالاستراتيجية الأميركية الجديدة. ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليابانية قوله ان بلاده لا تنوي زيادة حجم المعونة المقدمة إلى افغانستان رغم وجهة النظر المتنامية بأن واشنطن ربما تطلب من طوكيو القيام بالمزيد في هذا الشأن. وسبقت فرنسا اليابان بالإشادة بالقرار الأميركي، حيث قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه يرحب بالقرار لكنه لم يتعهد على الفور بان تحذو فرنسا حذوه، بل ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية تعزيز القوات في نهاية الأمر في العام الجديد، وذلك بعد ايام من قوله انه لن يرسل مزيدا من القوات الى المنطقة.