بيروت ـ عمر حبنجر
على ايقاع التوافق والشراكة في حكومة الائتلاف الوطني، تحرك القطار الحكومي على سكة الاستقرار باتجاه معالجة القضايا الوطنية والسياسية، فضلا عن الامور الاجتماعية والاقتصادية التي تشغل البال.
التحرك العملي للقطار الحكومي مرتبط بتوقيت نيل الحكومة الثقة في مجلس النواب، وهي ثقة ستكون اكبر من الارقام التي حصل عليها رئيسها سعد الحريري في مشاورات التسمية لتشكيل الحكومة بمرحلتها الثانية (86 نائبا) والتقدير انه اذا لم تحصل الحكومة على الاجماع المطلق (128 نائبا) فسيكون هناك شبه اجماع بعدما ذابت المعارضة والموالاة في كنف الحكومة الائتلافية.
ونيل الحكومة الثقة متوقعا يوم الجمعة المقبل، وفي نهاية ايام المناقشات الثلاثة للبيان الوزاري وهو بالتأكيد حاصل قبل مغادرة الرئيس سليمان الى واشنطن للقاء الرئيس باراك اوباما، وتاليا قبل زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق، والتي تعتبر ثقة مجلس النواب بمنزلة التأشيرة السياسية لزيارتها.
الى ذلك، اكدت مديرة مكتب مصر والمشرق في وزارة الخارجية الاميركية نيكول شامباين ان زيارة سليمان الى واشنطن ستكون فرصة جيدة للتحدث مع الرئيس سليمان عن الاولويات التي يراها في المرحلة المقبلة، وتأمل التمكن من دعم هذه الاولويات، نافية توقعها الاعلان عن اي مساعدات عسكرية للجيش اللبناني على هامش زيارة سليمان، الا ان الادارة ستؤكد للرئيس سليمان ولوزير الدفاع الياس المر ان لديها كل نية لأن تواصل اهتمامها بمساعدة الجيش والقوى الامنية.
واكدت شامباين تعاون بلادها مع وزراء حكومة الحريري عدا وزراء حزب الله، وقالت عن وثيقة حزب الله التي اذاعها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله انها كانت اكثر استعراضا للقوة بوجه الولايات المتحدة واسرائيل، وان هذا لا يساعد على سلام المنطقة.
معاونا بري ونصرالله التقيا جليلي
في هذا الوقت، التقى المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل يرافقه المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل السيد سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني. ونقل حسين خليل عن جليلي تأييد بلاده وتهنئتها بتشكيل حكومة الوفاق في لبنان واستعداد طهران لتقديم كل مساعدة يطلبها اللبنانيون.
وقال خليل: لقد كانت فرصة مهمة لعرض الوضع في المنطقة بشكل عام وعلى الساحتين اللبنانية والعربية بشكل خاص، واستعرضنا مع جليلي اجواء تشكيل الحكومة وسمعنا منه مباركة لهذا العمل.
وكان جليلي التقى عددا من قادة الفصائل الفلسطينية في السفارة الايرانية بدمشق، حيث اكد استعداد بلاده للرد على اي حرب قد تشن عليها، في اي زمان ومكان، وقد ابلغت الفصائل وقوفها الى جانب ايران في اي مواجهة تتعرض لها.
جلسات الثقة مفتوحة
وبالعودة الى جلسات الثقة بالحكومة، نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله ان جلسات الثقة ستعقد في مجلس النواب في الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر الثلاثاء والاربعاء والخميس المقبلة، ومساء الايام عينها.
بري لن يحدد اطارا لكلمات النواب في جلسات الثقة، وان الجلسات ستكون مفتوحة حتى لو امتدت اوقاتها الى منتصف الليل، معتبرا ان من حق النواب مناقشة كل كلمة في البيان الوزاري.
وعن حجم الثقة التي ستنالها الحكومة، قال وزير التيار الوطني الحر جبران باسيل ان الحكومة ستنال الثقة التي حصلت عليها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة (100 صوت من اصل 127 صوتا حضروا جلسة الثقة يومذاك). وربما حققت هذه الحكومة رقما اكبر اقتناعا من باسيل بانه ليس بمقدور اي فريق اعطاء ربع ثقة او نصف ثقة، مشددا على ان الذي لا يريد اعطاء الثقة عليه ان يسحب ممثليه من الحكومة، لأنه لا يمكن تكرار في مجلس النواب ما حصل في البيان الوزاري، قاصدا تحفظ بعض الوزراء واعتراض بعضهم على البند السادس.
وقال باسيل ان رفض التوطين استوجب نقاشا واسعا، خصوصا في موضوع الجنسية لابناء الام اللبنانية المتزوجة من اجنبي، واضاف: لقد دافع بعض الوزراء عن هذا الحق من زاوية انسانية، ونحن ايدناه شرط استثناء المتزوجة من فلسطيني، لأن هذا المنع يحد من اخطار التوطين والتملك وحق العمل بالوظائف.