اعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك مقتل 40 شخصا على الاقل بينهم أفراد من قوات الأمن امس واصابة 80 آخرين في هجوم انتحاري داخل أحد المساجد القريبة من مقر الجيش الباكستاني في روالبندي.
وفي حين قال الوزير لقناة تلفزيون ايه ار واي «كان هناك انتحاريان» فجرا قنابل يحملانها في المسجد الذي انهار سقفه. قالت مصادر أمنية لوكالة «كونا» ان مجموعة تضم ما بين ستة وسبعة مسلحين هاجمت مسجدا في «سوق قاسم» الذي يبعد نحو نصف ميل فقط من مقر القيادة العامة للجيش عند خروج عدد كبير من المصلين بعد أداء صلاة الجمعة.
وقالت المصادر ان المسلحين الذين كانوا يرتدون ملابس عادية وصلوا الى مكان الحادث باستخدام سيارة من نوع كورولا.
وأضافت أن انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما ثم أطلق الآخران وابلا من الرصاص على المصلين وقت خروجهم من المسجد.
وقال شاهد عيان يدعى علي شاه لقناة «الفجر» المحلية الاخبارية «انها عملية قتل بدم بارد»، وأضاف ان ما بين سبعة وثمانية مسلحين جذبوا المصلين من شعورهم وأطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة مؤكدا أن الهجوم بدا أنه مخطط له بعناية فيما أعرب عن تقديره لقوات الأمن التي شرعت في حملة أمنية لاحتواء الموقف سريعا.
ونجح علي في الهرب لكن ابنه حوصر داخل المسجد حتى تمكنت قوات الامن من انقاذه في وقت لاحق.
وقال ابنه حامد انه شاهد مسلحين اثنين القيا ما بين قنبلتين وثلاث قنابل يدوية ليدوي بعدها صوت صياح عال.
واضاف أن ما لا يقل عن 200 شخص كانوا داخل المسجد مشيرا الى أنه شاهد ايضا جثث نساء وأطفال ملقاة على الارض.
ويبدو أن عدد المهاجمين غير معروف على وجه الدقة في ظل روايات لبعض المسؤولين بأنهم ما بين ستة وسبعة مسلحين فيما اعتقد البعض الآخر بأنهم خمسة على الاقل.
كما ذكرت تقارير أن انتحاريين اثنين قتلا برصاص قوات الامن التي شرعت في اطلاق عملية بحث بعد فرار ما بين ثلاثة وخمسة مسلحين آخرين من مسرح الهجوم وتحصنهم داخل بعض المنازل المجاورة.
وأكد ناصر خان دوراني المسؤول بالشرطة الاقليمية لوسائل الاعلام أن نحو 40 شخصا بينهم افراد من قوات الامن قتلوا في الهجوم.
لكن المصادر أبلغت «كونا» بأن عدد القتلى ارتفع الى اكثر من اربعين شخصا. وهذا ثاني هجوم كبير يقع قرب القيادة العامة التابعة للجيش الباكستاني.
وكانت مجموعة تضم عشرات المسلحين حاولت مهاجمة القيادة العامة في اكتوبر الماضي لكنهم قتلوا برصاص جنود الجيش في الحادث الذي أسفر أيضا عن مقتل ستة جنود على الأقل.
من جهته اوضح الجنرال اطهر عباس المتحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان «ارهابيين، اكثر من واحد في كل الاحوال، دخلوا المسجد اثناء صلاة الجمعة وفجروا قنابل».
ويقع المسجد في منطقة سكنية قريبة من مراكز قيادة الجيش الباكستاني، ويؤمه المصلون من المتقاعدين العسكريين أو الجنود أحيانا، وقد أبلغ شهود عيان قناة geo التلفزيونية الباكستانية ان هناك نحو 300 مصل كانوا في المسجد وقت الحادث.