قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن إيران ستتحمل عواقب رفضها المقترحات التي عرضت عليها في جنيڤ. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية في تصريح خاص لقناة «العربية» الفضائية أمس رفض إيران للعرض الذي قدمته المجموعة الدولية بـ «الأمر المخيب».
وأضاف هيلارى كلينتون «إننا مازلنا نعتقد أن مصلحة إيران التجاوب مع العرض الدولى، لكن القرار قرارهم»، في اشارة الى العرض الغربي القاضي بتسليم إيران كمية من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب فيستكمل «3.5%» تخصيبه في روسيا إلى نسبة 20% ثم يحول إلى وقود نووي في فرنسا قبل إعادته إلى طهران. من جهتها، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس إن إيران بحاجة إلى 20 محطة لتخصيب اليورانيوم لانتاج وقود كاف لمحطاتها للطاقة النووية وإنها لا تنوي الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. ونقلت الوكالة عن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله «لتوفير الوقود اللازم لمحطاتنا للطاقة النووية نحن بحاجة إلى 20 محطة لتخصيب اليورانيوم». وفي اطار التصعيد المتواصل بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت إيران أمس الأول إنها لن تقدم للوكالة سوى الحد الأدنى من المعلومات بشأن خططها لبناء محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم وهو موقف من المؤكد أن يزكي شكوك الغرب بشأن برنامجها الذري. واتهم صالحي الغرب بالمناورة لاجبار إيران على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتابع «أعتقد أن الغرب يحاول اجبارنا على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، لا نعتزم الانسحاب من المعاهدة». من جهته، قال علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الايراني في تصريح للصحافيين إن مفاعل طهران النووي للأبحاث لايحتاج الا لخمسة ميغاواط من الكهرباء ولوقود قليل جدا وإنه يستخدم في مجال العلاج.
وأضاف لاريجاني - بحسب وكالة الانباء الإيرانية (إيرنا) ـ انه كان من المقرر أن تقدم أميركا وقود هذا المفاعل قبل الثورة الاسلامية وقد حصلت في مقابل ذلك على المال من ايران الا انها لم تعطنا الوقود ولم تعد المال إلينا. وأكد أن بلاده ستواصل مسيرتها بهدوء وقال اذا ما استمرت الوكالة في تعاملها غير المنطقي فان ايران ستغير كذلك تعاملها مع الوكالة.
في موضوع ايراني آخر، تستعد مجموعات من المعارضة الايرانية للتظاهر غدا بمناسبة اليوم الوطني للطالب، على الرغم من التحذيرات التي وجهتها السلطات التي اكدت انها لن تتساهل حيال اي تجمع «غير قانوني».
وفي الايام الاخيرة، دعت مواقع الكترونية عدة مقربة من المعارضة الاصلاحية في ايران السكان الى التظاهر في السابع من ديسمبر في محيط الجامعات الرئيسية في طهران.
ووقع مئات الطلاب ايضا عريضة تطالب زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وهما المرشحان اللذان لم يحالفهما الحظ في الانتخابات للرئاسية المثيرة للجدل في 12 يونيو، بالمشاركة في احتفالات التضامن مع الطلاب. وحذر قائد شرطة طهران القومندان عزيز الله رجب زاده «ان يوم 16 اذار بحسب التقويم الايراني (السابع من ديسمبر) هو يوم مكافحة الظلم العالمي واذا اراد البعض التسبب في اضطرابات، فان الشرطة ستتدخل ولن تسمح بذلك». وقال مسؤولون اخرون ايضا انه لن يصدر اي ترخيص لتجمعات خارج حرم الجامعات، وفي اشارة الى ان قواته على اهبة الاستعداد للتدخل هي الاخرى، قال قائد الحرس الثوري في منطقة طهران الجنرال علي فاضلي من جانبه انه لن يحصل «اي شيء خاص» الاثنين. ويوم الطالب يحيي ذكرى مقتل ثلاثة طلاب في السابع من ديسمبر 1953 في طهران اثناء تدخل شرطة النظام السابق ضد تظاهرة مناهضة لزيارة نائب الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون بعد بضعة اشهر على الاطاحة بحكومة رئيس الوزراء القومي محمد مصدق بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه). وتنظم تظاهرة سنويا لاحياء هذه الذكرى، لكن المسؤولين الايرانيين كثفوا في الايام الاخيرة التحذيرات ضد اي تجمع «غير قانوني».