بيروت ـ عمر حبنجر
التوقعات بأن تطول جلسات مجلس النواب النقاشية للبيان الوزاري لحكومة سعد الحريري بما يتعدى يوم الخميس المقبل المقرر كحد اقصى لختام المناقشات والتصويت على الثقة نظرا لـ «الطحشة» النيابية على الكلام، والتي فاقت الستين نائبا من اصل 128 هو مجموع اعضاء البرلمان اللبناني.
الجلسات تبدأ صباح اليوم وسيكون بند المقاومة وسلاحها في مواجهة اعتراضات وتحفظات وزراء ونواب الفريق المسيحي في قوى 14 آذار الذين قرروا تشكيل اطار سياسي متناغم داخل هذه القوى، ومن المرتقب نشر ورقته السياسية في الايام القليلة المقبلة وفق معلومات خاصة لـ «الأنباء».
وكان اللقاء المسيحي الذي انعقد في مقر قائد حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب الشهر الماضي كلف عددا من اعضائه وابرزهم د.فارس سعيد منسق الامانة العامة لـ 14 آذار باعداد ورقة عمل ترسم اطارا يميز هذه القوى داخل 14 آذار ما بدا انه توجه لتشكيل قرنة شهوان جديدة.
وسيكون في طليعة مهام هذه المجموعة تنظيم معركة الانتخابات البلدية في المناطق المسيحية، خصوصا في الجبل، حيث سيحاول التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون ايجاد موطئ قدم على الساحة البلدية في هذه المناطق.
كل المعطيات المتصلة بجلسات النقاش الحكومي بحثها امس الرئيس ميشال سليمان مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في القصر الجمهوري ببعبدا على هامش احتفال رسمي بعيد الشجرة.
بند المقاومة لا يلزم أحداً
في هذا السياق، اعتبر نائب رئيس القوات جورج عدوان ان عبارة بند المقاومة هي عبارة لغوية لا تلزم الدولة ولا تضمن سلامتها.
ويقول نائب القوات ان وزراء 14 آذار جميعا يريدون التحفظ على البند المذكور في البيان الوزاري لكن الاعتبارات الاقليمية واجواء التهدئة المطلوبة يحولان دون ذلك.
وفيما يتجه نواب القوات الى تسجيل التحفظ مع منح الثقة للحكومة، قرر نواب حزب الكتائب مناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة للحكومة بعد تسجيل التحفظات.
من جهته، يقول مستشار رئيس الحزب سجعان قزي ان جلسات المناقشة ستكون بمنزلة الجلسات الاعلامية لا السياسية، وفي رأيه ان قوى 14 آذار انتهت يوم انعقدت القمة السعودية ـ السورية.
وقال: على الذين يريدون مناقشة بيان الحكومة من موقع المعارضة ان يستقيلوا منها، فلا يستطيع المرء ان يكون على الشرفة وعلى الرصيف في الوقت ذاته. وعن اهمية التحفظ المقترن بمنح الثقة، قال قزي: انه من باب جبران الخاطر والتعزية الذاتية.
مواقف جبانة
ووصف قزي القول ان هناك قوى تريد التحفظ كقوى 14 آذار لكن الاعتبارات الاقليمية لا تسمح، قال: هذا موقف جبان، الذين يرغبون بالتحفظ ولا يتحفظون، يرغبون بالمعارضة ولا يعارضون، او الذين يرغبون بالاستقالة ولا يستقيلون. وقال: لقد اثبتت التجربة ان القضايا الكبرى ليست بيد اللبنانيين، وحسنا تفعل الحكومة لو اهتمت بحل ازمة السير في بيروت والمناطق.
واعلن النائب دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الاحرار وعضو قوى 14 آذار من استراليا انه لن يمنح الحكومة الثقة لأن بيانها الوزاري غير واضح، لجهة حديثه عن سلاح المقاومة.
واضاف: ان قوى 14 آذار رغم انتصارها في الانتخابات النيابية قبلت بمشاركة الاقلية في الحكومة رغم ان هذا العمل غير ديموقراطي.
وقال: يهددوننا بالسلاح وقبله هددنا ولم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا، واضاف: ان المقاومة لم تعد مقاومة بعد استعمال سلاحها في الداخل.
من جهتها، قررت كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها النائب نبيه بري ان يتحدث عنها نائبان فقط.
وتوقع عضو هذه الكتلة النائب علي بزي ان تكون نبرة المناقشات هادئة كون الجو الذي نعيش جو وفاق وحوار.
وهنا قالت مصادر اعلامية ان رئيس المجلس نبيه بري قرر شطب اي كلام يمس المقاومة او العلاقة مع سورية من محضر الجلسة، وان الكلمة الاولى ستكون للعماد عون.