بيروت ـ داود رمال
وصل الى بيروت ظهر امس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اطار جولة له في المنطقة.
وكان وزير الخارجية علي الشامي في استقباله على ارض المطار، وانتقل توا الى القصر الجمهوري في بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على وقع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ودخل معه بمحادثات ثنائية سرعان ما توسعت بحيث حضر الى جانب الرئيس سليمان وزير الخارجية الشامي ووزير الدولة ورئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني وائل ابوفاعور والمستشار السياسي للرئيس سليمان ناظم خوري.
وعن الجانب الفلسطيني، حضر رئيس لجنة المفاوضات صائب عريقات والناطق باسم الرئاسة نبيل ابوردينة وعضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير توفيق الطيراوي.
وتناولت المباحثات الاوضاع الاقليمية وتطورات القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية والملف الفلسطيني في لبنان من مختلف جوانبه الامنية والسياسية والاجتماعية، وقد راعى عباس ان تأتي بعد انجاز البيان الوزاري للحكومة الذي تناول الملف الفلسطيني من باب الالتزام بتطبيق ما اتفق عليه في الحوار الوطني على هذا الملف، فضلا عن ان معالجة الجانب المتعلق بتحسين اوضاع اللاجئين في المخيمات ورفض التوطين هو موضع اجماع سياسي لبناني.
وتناول البحث التعهد الذي لحظه البيان الوزاري بان تقوم الحكومة بحملة دولية وعربية بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى جانب اعادة اعمار مخيم النهر البارد، فضلا عن تخفيف المعاناة الانسانية للاجئين وامكانات مقاربة موضوع جمع السلاح خارج المخيمات، اضافة الى حق العمل وحق الانضمام الى الضمان الاجتماعي وتسوية اوضاع فاقدي الاوراق الثبوتية واعادة تسجيل المشطوبين من القيود في لبنان بظروف معينة وتسوية اوضاع الملاحقين امام القضاء بجنح ومخالفات بسيطة.
وتقول مصادر فلسطينية ان تجربة «فتح الاسلام» التي ليست لها جذور حقيقية في المخيمات تقدم الدليل على فرص الاستثمار التي يوفرها الوضع الاجتماعي لسكان المخيمات الى هذا التنظيم او غيره من قبل هذه الدولة او تلك، خاصة عندما تغيب القضية وتتحول المنظمة والفصائل الى «وكيل تفليسة» كما تقول صحيفة «السفير» وبينها لجان شعبية يحكم نظام عليها المنطق الاستخباراتي.
عباس كرر رفضه القاطع لتوطين الفلسطينيين في لبنان، وقال في تصريح لصحيفة «اللواء»: نحن ضيوف في لبنان الى ان تحل قضيتنا، ولن نرضى وطنا بديلا، واضاف: لن يكون هناك حل للصراع في المنطقة دون حل قضية فلسطين وفق مبادرة السلام العربية والقرار 194 الذي ينص على العودة، ووضع عباس زيارته الى لبنان في اطار التشاور مع الدول العربية والقوى الدولية بشأن اللجوء الى مجلس الامن لترسيم حدود دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام مع جارتها اسرائيل.
وقد لوحظ عدم الاهتمام الشعبي الفلسطيني بالزيارة، حيث استمر السكون مسيطرا في المخيمات، الغارقة في اوضاع اجتماعية بائسة، وقال امين سر حق العودة يوسف شبل: ان اي زيارة لا تحمل عنوان حق العودة ليست ذات معنى.