بيروت ــ عمر حبنجر
«العصيان المدني» بات شعار المرحلة الوحيد في الازمة اللبنانية، بعد لجوء المعارضة الى مختلف اسلحتها الضاغطة في لي ذراع الحكومة من الاعتصام المفتوح في قلب العاصمة بيروت الى التظاهرات الشديدة.
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اعتبر في جلسة مجلس الوزراء امس الاول ان «العصيان الذي يهدد به البعض سينسف اسس الدولة»، لكن شخصية سياسية تنتمي الى المعارضة طمأنت عبر «الأنباء» بأن المعارضين «يرفضون المس بأساسيات الدولة، او دفع الامور الى حد تعريض سلامة البلاد والمؤسسات للخطر».
ويذكر انه ابان الحصار الذي فرضه المعارضون على شوارع بيروت والطرق الدولية والمؤسسات العامة والمطار يوم 23 يناير الشهير، ظلت اطارات المطاط المشتعلة واكوام الردم بعيدة عن مقرات الجيش والامن الداخلي والامن العام وامن الدولة، وهي المؤسسات التي تشكل ابرز مكونات العمود الفقري للدولة.
لكن الشخصية المعارضة، قالت ان العصيان سيبدأ في الاسبوع الاول من مارس وعلى مختلف الاصعدة والى حد يتعذر على اي كأن توقع تداعياته مسبقا، مشددة على ان المطلوب اثبات كون المبادرة تبقى في يد المعارضة وان الاكثرية الحاكمة تخطئ الحساب، ان ظنت ان الدعم الخارجي لها يمكن ان يحميها من تقديم التنازلات للمعارضين.
وقالت ان المعارضة مستعدة لمواصلة التحرك، حتى الخريف المقبل، اي حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولم تسقط من التحرك المرتقب احتمال استقالة نواب المعارضة الـ 57 قبل موعد بدء العقد النيابي العادي في 20 مارس المقبل.
وعن تشكيل حكومة ثانية مقابلة لحكومة السنيورة بدعم من رئيس الجمهورية، قالت الشخصية المعارضة التي تفضل عدم ذكر اسمها، ان هذا الاحتمال وارد عند الضرورة القصوى، وإذا لم يقبل الرئيس سليم الحص الفكرة فإن الوزير السابق عبدالرحيم مراد يمكن ان يكون مطواعا.
وردا على سؤال حول السياسة في كل هذا قالت الشخصية المعارضة: بقدر ما تصمد دمشق وطهران، وتسجلان خطوات الى الامام في مختلف مواقع المواجهة بقدر ما تلزمان الرئيس جورج بوش بفتح الحوار معهما، وبالتالي الاعتراف بدورهما في المنطقة، واعتبرت الشخصية من جهة ثانية ان طهران تدرك أن لا حل بينها وبين السعودية يمكن ان يثمر، ما لم يحظ بالبركة السورية.
وتراهن المعارضة طبقا لهذه المفاهيم والاعتبارات على ضغط سعودي على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وحلفائه في الاكثرية، لحملهم على الاتفاق مع المعارضين.
الصفحة في ملف ( pdf )