شدد مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، عبدالمحمود عبدالحليم محمد، على أن بلاده لن تمتثل أبدا لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية الداعية لاعتقال الرئيس عمر البشير، بدعوى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وقال محمد في مقابلة مع «سي. ان. ان»: «هذا لن يحدث أبدا.. الولايات المتحدة نفسها ليست عضوا في المحكمة الدولية.. فلتنضم الحكومة الأميركية لها».
وأشاد بإنجازات البشير بوضعه نهاية لأطول حرب أهلية في أفريقيا، قائلا: «مجلس الأمن الدولي ذاته أثنى على رئيسنا.. لا يمكن أن يصبح بين عشية وضحاها مجرما، ومجرم حرب».
ومن جانبه قال مندوب الحركة الشعبية في واشنطن: «استمرار هذا يعني أننا لن نشهد انتخابات حرة ونزيهة في السودان العام المقبل».
وكان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الناظرة في ملف إقليم دارفور، لويس مورينو أوكامبو، قد قال الأسبوع الماضي إن الاغتصاب والتفجيرات العشوائية وغيرها من الجرائم مازالت متواصلة في دارفور، مشيرا إلى أن حكومة السودان مازالت ترفض التعاون مع مكتبه.
وفي وقت شددت فيه الولايات المتحدة على ضرورة أن تقوم الحكومة السودانية بواجباتها والتعاون مع المحكمة والتحقيقات الجارية، ردت السودان باتهام أوكامبو بـ «التكسب» من ملف دارفور، واصفة إياه بـ «المرتزق»، كما تعهدت بملاحقته بتهمة «العهر السياسي».
وقللت الخارجية السودانية من أهمية تقرير أوكامبو، وقالت إن التقرير لم يأت بجديد خلاف ما ظل يلصقه في الماضي من اتهامات متواصلة وادعاءات ومجموعة تلفيقات وصفتها بأنها غير مؤثرة.
واعتبر محمود أن أوكامبو «يتكسب» من وراء قضية دارفور، ويرغب في إطالة معاناة الشعب السوداني، مضيفا أن بلاده ستلاحق المدعي العام الدولي قضائيا بتهمة «العهر السياسي» على حد تعبيره.
الى ذلك، دعا النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت المجتمع الدولي وجميع الاحزاب في البلاد إلى دعم تنفيذ الانتخابات والاستفتاء على تقرير المصير للجنوبيين حسب التواريخ المحددة، مشيرا إلى أن جنوب السودان أصبح أكثر جاهزية الآن للاستفتاء، وقال سلفا في تصريح امس بصحيفة «الرأي العام» السودانية إن الاتفاقية مع حزب المؤتمر الوطني وصلت الى مرحلة خطيرة بسبب تلكؤ الأخير في تنفيذها مضيفا أن الحركة الشعبية التي يتزعمها لن تقبل تكرار ذلك في المرحلة المقبلة.
واتهم سلفاكير عناصر قال انها تقف وراء تجنيد وتسليح الميليشيات بالجنوب لتدمير الاتفاقية وزعزعة امن المنطقة، مهددا باستخدام القوة ضدهم في حال قام احدهم بعرقلة الانتخابات او الاستفتاء.
وأشار إلى أن حكومته تخطط إلى نزع سلاح المدنيين في كل ولايات الجنوب، مشيرا إلى الاصلاحات التي تجرى بالجنوب، خاصة ما يتعلق منها بعمليات التنمية وتقديم الخدمات للمواطنين.