بيروت ـ أحمد منصور
انتقد مفتي جبل لبنــان الشيخ محمد علــي الجوزو التصــريحــــــات التي تتحدث عن تهميش المسيحيين في لبنان، مشيرا الى انهم يملكون رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والمخابرات، ومحذرا من خطورة ان نبقى خاضعين للمارونية السياسية، مشددا على ضرورة إلغاء الطائفية السياسية من أجل بناء وطن بعيدا عن الحساسيات والصراعات الطائفية.
الخفايا والنوايا
واعتبر الجوزو في حديث لـ «الأنباء» ان المناقشات في مجلس النواب فيها الكثير من الصراحة وإظهار الخفايا والنوايا، معتبرا اننا امام فلكلور كبير جدا في لبنان، حيث ان وضع اللبنانيين لا يريح، فكل فريق يريد ان يحقق أغراضه ومآربه الذاتية والطائفية وان الركيزة الأساسية لما يقومون به الآن هي الطائفية.
الولاء للطائفة
أضاف الجوزو «ان محاولة الرئيس نبيه بري في إلغاء الطائفية امر مستحيل وصعب، لأن هناك نوابا وتيارات في المجلس القيادي لا تدين بالولاء إلا للطائفة، لذلك فعندما يتحدث بعض النواب عن تهميش المسيحيين ويركز على انه عندما اخذ عددا من الوزارات فإن ذلك نصر للمسيحيين، فنحن نعتبر ذلك معركة طائفية وليست قضية مكتسبة لهذا الفريق او ذاك، كذلك فإن طرح موضوع تعديل الطائف لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية، هذا يؤكد ان الطائفية تعشش وتفرّخ في كل زاوية من زوايا الحياة السياسية في لبنان».
وقال الجوزو: إذا ألغيت الطائفية السياسية في لبنان فهذا يعني اننا نتساوى جميعا في الحقوق والواجبات، ولكن هذا ما لا يريده كثير من الناس، وهنا نسأل لماذا وقف البعض وتحرك لدى الطرف المسيحي خصوصا انه وقف ضد المشروع لأنه يرى ان الطائفية هي التي تحميه، فهم يريدون كل شيء لصالحهم، وهذه هي الخطورة.
نقص في المواطنة
فالخطورة ان نبقى خاضعين للمارونية السياسية التي كانت موجودة في الماضي واستمرت في طروحاتها حتى اليوم والتي تسببت في حروب كثيرة، فعندما أعطي لبنان استقلاله كان هناك من يقول ان لبنان أنشئ من اجل الموارنة، فهل ينشأ وطن من اجل طائفة؟.
لذلك فإن إلغاء الطائفية السياسية امر ضروري لأن وجودها يعني ان هناك نقصا في المواطنة اللبنانية، حيث لا يحق للمسلم ان يصل لرئاسة الجمهورية وكذلك لا يحق للمسيحي ان يصل لرئاسة الحكومة، لذا علينا إلغاء الطائفية السياسية لأن الصراعات والحروب في لبنان ستبقى مادام هناك طرف يحاول حماية نفسه في مواجهة الآخرين عن طريق الطائفية.
وحول زيارة رئيس الحكومة سعد الدين الحريري لسورية، قال الجوزو: «انا لست من الذين يقررون السياسة اللبنانية وهو يعرف مصلحته ومصلحة الوطن اكثر من اي طرف آخر».