لم ينتظر حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم في جنوب أفريقيا قرار الرئيس جاكوب زوما بالرضوخ او رفض دعوة الحزب له للتنحي، وأعلن أن البرلمان سوف يجري تصويتا حول حجب الثقة عنه اليوم.
وقال المسؤول في الحزب بول ماشاتيله في مؤتمر صحافي في الكاب «سنلجأ الى مذكرة حجب الثقة لتتم إقالة الرئيس جاكوب زوما من منصبه ولنتمكن من انتخاب» الرئيس الحالي للحزب سيريل رامافوزا.
وردا على الدعوة ترك زوما الباب مواربا ورفض الاستقالة تلقائيا لكنه لم يستبعدها إذا صوت البرلمان بذلك. واعتبر ان الأمر الذي أصدره حزبه «جائر جدا» لأنه لم يقم بأي عمل يبرر ذلك.
وقال زوما في مقابلة بثت مباشرة مع قناة التلفزيون الحكومية «اس ايه بي سي» انه «من الجائر جدا ان يطرح هذا الموضوع باستمرار». وأضاف «ماذا فعلت؟ ليس هناك احد قادر على إعطائي أسبابا».
ولم يعلن زوما استقالته في المقابلة وصرح «لم أفعل اي شيء سيئ (...) لا أتفق مع قرار» المؤتمر الوطني الافريقي». وأضاف: «إذا قال البرلمان انه لا يريدني فسأرحل» في إشارة الى دعوة الحزب البرلماني لطرح الثقة به.
وقال زوما: «أريد أن يبلغوني بما اقترفته. للأسف لم يستطع أحد أن يطلعني على ما ارتكبته. نمضي وقتا أطول في مناقشة «زوما يجب أن يذهب» - لا أفهم السبب».
وريثما يتم البت في مصير الرئاسة، دهمت الشرطة صباح أمس منزل عائلة غوبتا الشهيرة في جوهانسبرغ، المتهمة بمعظم الفضائح التي تورط فيها الرئيس وأدت الى دعوته للاستقالة.
وجرت العملية في اطار قضية «اسر الدولة» وهي تحقيقات في شبهات بالاتجار بالنفوذ واختلاس الاموال العامة، تحوم حول مجموعة من رجال الاعمال المقربين من رئيس الدولة.
وبعد اسابيع من المشاورات العبثية التي أغرقت البلاد في ازمة سياسية كبيرة، قررت قيادة مؤتمر الوطني اخيرا الثلاثاء الماضي الطلب من جاكوب زوما التخلي عن منصبه.
ومنذ وصوله الى رئاسة الحزب في ديسمبر، يسعى نائب الرئيس سيريل رامافوزا ان يدفع زوما الى الاستقالة بعد ان طالته قضايا الفساد، لتجنب كارثة في الانتخابات العامة في 2019.
وقد استقبلت جنوب افريقيا بارتياح «استدعاء» جاكوب زوما. لكن في غياب برنامج زمني يفرض على زوما الالتزام به، عادت التكهنات بمواجهة جديدة بين رئيس الدولة وحزبه.
من حيث المبدأ، يشكل ذلك نهاية جاكوب زوما. وهو يسير على خطا سلفه الرئيس ثابو مبيكي الذي تلقى في 2008 انذارا بالطريقة نفسها بالاستقالة، لكنه امتثل للطلب من دون اعتراض.