بيروت ـ زينة طبارة
استغرب عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب د.يوسف خليل الضجيج الاعلامي الذي رافق زيارة رئيس التكتل المذكور العماد ميشال عون الى سورية، واصفا الزيارة بالطبيعية لرئيس ثاني اكبر تكتل نيابي وله خمسة وزراء في الحكومة، مؤكدا ان زيارة العماد عون لا تندرج في اطار التفرد بها بمعزل عن الدولة اللبنانية وهي ابعد ما تكون عن استباق الديبلوماسية اللبنانية والالتفاف عليها كما يحلو للبعض اشاعته عنوة وزورا، اضافة الى تحميلهم الزيارة ابعادا غير واقعية لا تمت الى مضمونها بصلة، متسائلا عن مكمن الخطأ في زيارة القادة اللبنانيين الى دول الخارج وتحديدا الى سورية، لاسيما في ظل اندفاع اللبنانيين الى استعادة العلاقات المميزة معها، مستغربا ايضا عدم التعليق ولو بكلمة واحدة على الزيارات المتكررة التي يقوم بها بعض السياسيين لدول عربية كالمملكة العربية السعودية ومصر والكويت وبعض الدول الاوروبية وعدم ادراجها في خانة الالتفاف على الديبلوماسية اللبنانية، في وقت تقوم قيامة الآخرين ولا تقعد حيال مجرد زيارة يجريها العماد عون وغيره الى سورية، معتبرا ان اثارة الزيارة بالشكل الذي تناولته فيه بعض الوسائل الاعلامية، ان دلت على شيء فهي تدل على اصرار البعض على استهداف العماد عون سياسيا وشعبيا.
ولفـــــت النـــائب خلـــيــل فــي تصريـح لـ «الأنباء» الى ان زيارة العماد عون لسورية قد تمهد لانجاح زيارة الاخرين لها من القادة اللبنانيين على قاعدة انهاء حالة العداء بينهما وطي صفحة الماضي الاليم بين الدولتين اللبنانية والسورية، وذلك انطلاقا من مسؤوليات عون الوطنية وحسه الكبير في احلال الاستقرار السياسي بين جميع الفرقاء اللبنانيين، مؤكدا ان العماد عون يسعى من خلال تحركاته باتجاه دول المنطقة لاسيما المرتبطة منها بالملفات الشائكة على المستوى الاقليمي، الى استرجاع ما فقده لبنان خلال الحرب من مكانة مستقلة له، كون تلك الدول لها تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على المسار السياسي للدولة اللبنانية، مشيرا الى ان زيارته الاخيرة لسورية لم تكن سوى لمصلحة لبنان وشعبه لاسيما لمصلحة عودة العلاقات اللبنانية ـ السورية الى ما كانت عليه قبل التصادم العسكري معها، مذكرا بكلام العماد عون خلال مرحلة المواجهة العسكرية بينه وبين الجيش السوري، نحن سنسعى الى اعادة بناء افضل العلاقات مع سورية بعد خروج جيشها من لبنان، معتبرا انه آن الاوان لاستعادة تلك العلاقات بعد ما يقارب الخمس سنوات من انسحابه وبالتالي طي صفحة الماضي والانطلاق مجددا في مواجهة التحديات الدولية والاقليمية الراهنة.
وردا على سؤال تمنى النائب خليل وقف الحساسيات لدى بعض الفرقاء المسيحيين في لبنان حيال سورية وحيال زيارات بعض المسؤولين اللبنانيين لها، لافتا الى ان مصلحة المسيحيين تكمن في اعادة بناء ما تهدم من جسور التواصل بينهما على قاعدة «عفا الله عما مضى» لتمكينهم من ترتيب الملفات التي ما زالت عالقة بينهما،، معتبرا ان التشنجات والحساسيات والعيش في آلام الماضي واحقاده سواء أكان سوري المصدر ام مسيحيا لبنانيا، لن يجدي نفعا بل يؤدي الى مزيد من عرقلة تلك الملفات والى البقاء عليها مقفلة، مضيفا ان التاريخ المسيحي في لبنان تمتد بعض اصوله وجذوره، وتحديدا الجذور المارونية منه الى الاراضي السورية، الامر الذي يرى فيه النائب خليل سببا اساسيا لعودة التواصل بين مسيحيي لبنان والمجتمع السوري.
وعن الاستنابات القضائية السورية بحق العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية، رأى النائب خليل ان تلك الاستنابات قد ادت دون شك الى احداث صدمة لدى البعض، لاسيما لدى قوى 14 آذار، بدليل ردود الفعل التي صدرت عن قيادات هذه الاخيرة، لافتا الى ان افضل ما يمكن ان يقدم عليه القضاءان اللبناني والسوري حاليا هو التلاقي لتجميد مفاعيل تلك الاستنابات مرحليا بهدف تمرير زيارة الرئيس الحريري الى سورية ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، معتبرا ان توقيت تسطير الاستنابات المشار اليها قد يكون قد تم بطريقة عفوية دون ان يكون لها اي خلفيات سياسية تستبق زيارة الرئيس الحريري والوفد المرافق له الى دمشق، معربا عن اعتقاده ان الرئيس السوري قد يقوم بالطلب شخصيا من القضاء السوري لتجميد الاستنابات الى اجل غير مسمى، وذلك تعبيرا عن حسن نوايا القيادات السورية تجاه حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وتعبيرا عن دعمها لها، متمنيا على الجميع دون استثناء ترك تحديد صوابية الاستنابات او عدمها الى اهل الاختصاص من داخل الجسم القضائي في لبنان.
وختم النائب خليل معتبرا ان ما شهده المجلس النيابي خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري قد جسد العمل الديموقراطي بأبهى حلله، واعطى صورة واضحة المعالم عما ستشهده الايام المقبلة من ايجابيات قد تلقي بواقعها على العمل الحكومي وعلى الممارسة الديموقراطية داخل مجلس الوزراء.