قام ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الليلة قبل الماضية بزيارة المصابين من القوات المسلحة السعودية والذين يتلقون العلاج بالرياض اثر تعرضهم لإصابات أثناء أدائهم الواجب في تطهير الحدود الجنوبية للمملكة من المتسللين المسلحين.
وذكرت وكالة الانباء السعودية ان هذه الزيارة تأتي انطلاقا من حرص الامير سلطان واهتمامه بأبنائه ضباط وأفراد القوات المسلحة الذين يضحون بأنفسهم في سبيل الذود عن الوطن. وأكد الامير سلطان اعتزازه بما بذلوه في سبيل الدفاع عن الحدود، مشيدا بباسلة أفراد القوات المسلحة في عمليات المواجهة وأدائهم واجبهم تجاه دينهم ومليكهم ووطنهم. من جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية سعودية أن القوات السعودية قامت فجر أمس بهجوم واسع من ثلاث جهات على المتمردين الحوثيين.
وقالت المصادر ان الهجوم تم في قرية الجابري الحدودية والمناطق الحدودية المتاخمة، وشارك في الهجوم الذي يعد الأول من نوعه الدبابات وقطع المدرعات المجنزرة بأنواعها ومروحيات الأباتشي.
وأضافت المصادر التي رفضت الإشارة إلى اسمها أن قوات الجيش السعودي أوعزت لقوات حرس الحدود المتمركزة في مركز الجابري بالانسحاب التكتيكي.
وقدرت مصادر اخرى «عدد العناصر الحوثية المتواجدة داخل كماشة القوات المسلحة في الجابري بـ 200 عنصر هم الناجون من الضربة التي وجهتها طائرات الاباتشي لمجاميع حوثية حاولت يوم الجمعة الماضي القيام بهجوم ثلاثي واسع على القوات السعودية المتمركزة في جبل الدخان والدود والرميح والتي قدر عددها حين ذاك بـ 500 عنصر وقد تم استهدافها بضربة استباقية من الطيران السعودي والمدفعية الثقيلة في حينه».
بموازاة ذلك، ذكرت تقارير سعودية انه تم إلقاء القبض على عناصر استخباراتيه حوثية من بينهم يمنيون وسعوديون في صبيا بمنطقة جازان جنوب السعودية كانوا يمدون المتمردين بمعلومات حول طلعات الطيران السعودي ضد المتمردين. ونقلت صحيفة «خبر» السعودية عن مصدر أمني قوله انه تم إلقاء القبض على شخص يحمل الجنسية اليمنية يعمل في محل خضار بخميس مشيط (جنوب غرب) كان «يقوم بمراسلة القيادة الحوثية ويقوم بمدهم بمعلومات حول طلعات الطيران السعودي».
وأضافت انه «تم تتبع اليمني حتى ألقي القبض عليه، فيما تم تمشيط عدد من المحلات التي يعمل فيها يمنيون «وتم ترحيل معظمهم». كما تم القبض على عناصر سعودية في مدينة صبيا كانت تمد القيادة الحوثية بمعلومات عن تحركات الجيش السعودي. الى ذلك، كشفت مصادر مصرية وعربية النقاب عن أن عدة أجهزة استخباراتية في المنطقة رصدت أخيرا ما وصفته باجتماع سري ورفيع المستوى عقد داخل الأراضي اليمنية بين مسؤول في الحرس الثوري الإيراني واشخاص من لبنان والمتمردين الحوثيين بهدف تنسيق العمليات المشتركة ووضع خطة لتصعيد الموقف العسكري على الحدود السعودية ـ اليمنية.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها لحساسية موقعها وكون هذه المعلومات مستقاة من مصادر استخباراتية موثوق بها، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها أمس إن الاجتماع الذي عقد الشهر الماضي بالفعل يعتبر أبرز دليل على تورط إيران المباشر في دعم الحوثيين ماديا وعسكريا ولوجستيا.
واعتبرت أن الاجتماع الذي تم رصده من قبل أجهزة استخباراتية عربية وغربية مثل أخطر تحرك إيراني على الإطلاق على خط العمليات العسكرية التي يشنها الحوثيون سواء داخل الأراضي اليمنية أو على الحدود السعودية ـ اليمنية. ولفتت المصادر إلى أن تلقي الحكومة اليمنية معلومات عن التئام هذا الاجتماع دفعها إلى إعلان رفضها للمرة الثانية استقبال منوچهر متقي وزير الخارجية الإيراني الذي سبق أن اعترف ضمنا بعلاقات إيران مع المتمردين الحوثيين. واستغربت المصادر إعلان مسؤول أميركي بارز عدم حصول بلاده على أي دليل على تورط إيران في دعم التمرد الحوثي في اليمن أو تدخلها في الشؤون الداخلية اليمنية، مشيرة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) على علم بتفاصيل هذا الاجتماع عبر علاقاتها مع عدة أجهزة أخرى معنية بالمنطقة.
في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس استنفار جميع أجهزتها الأمنية تحسبا لأي انتقام قد يقدم علية تنظيم القاعدة اثر اعتقال اثنين من كبار قادته بمحافظة مأرب شمال شرق البلاد.
وقالت الوزارة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني ان الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب شددت إجراءاتها الأمنية حول المنشآت الحيوية والأمنية والأماكن السياحية وذلك «تحسبا لأي ردود انتقامية من تنظيم القاعدة على إثر ضبط الأجهزة الأمنية لاثنين من عناصره بمدينة مأرب هما مبارك هادي هياف الشبواني (30 عاما) ومنصور صالح سالم دليل (25 عاما)» قبل ايام.