كشف المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي أمس ان إيران ألقت القبض على عدد من الأشخاص بسبب واقعة تمزيق صورة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخميني أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة الأسبوع الماضي. وأعلن عن الاعتقالات بعد يوم من توجيه المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي تحذيرا شديد اللهجة للمعارضة المؤيدة للإصلاح متهما إياها بخرق القانون بإهانتها الزعيم الأعلى الراحل.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن دولت آبادي قوله للصحافيين «تم التعرف على الناس الذين كانوا في المكان (الذي جرى تمزيق صورة الخميني فيه)»، وأضاف أن السلطات قامت بعمليات اعتقال أحدها جرى خلال التجمعات الطلابية في السابع من ديسمبر الجاري دون ان يذكر أي أعداد أو أسماء. وقال دولت آبادي «كلهم في الحجز وأحدهم اعترف»، ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن المدعي العام قوله «لن تكون هناك رأفة مع من أهان مؤسس الثورة».
من جهته، وصف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد معارضيه بأعداء إيران وأنهم عملاء للدول الاجنبية.
ونقلت وكالة أنباء العمال الايرانية عن أحمدي نجاد القول «إن أعداء الدولة الايرانية غاضبون الان ويريدون أن ينتقموا من خلال إهانة مقدسات البلاد»، وحذر الرئيس قائلا «يتعين على الاعداء الخوف من غضب الشعب الايراني الكبير».
وقال نجاد ان الخطوة الاخيرة التي قامت بها المعارضة تثبت بوضوح أن قادة المعارضة «ضد الدولة وأنهم عملاء لدول أجنبية».
وحذر أنصار المعارضة من أنهم سوف يتجمعون في أعداد كبيرة للاحتجاج في طهران إذا ألقي القبض على زعيم المعارضة الخضراء مير حسين موسوي بعد هذه الاتهامات.
ومع ذلك دعا خامنئي الذي له الكلمة الاخيرة في شؤون الدولة وفقا للدستور الشعب للتحلي بالهدوء والسماح للقضاء بالتعامل مع المهاجمين.
في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي أمس انه ستتم محاكمة ثلاثة اميركيين لدخولهم ايران بـ «شكل غير قانوني» قبل اكثر من اربعة اشهر.
وقال متكي خلال مؤتمر صحافي بثت قناة «برس تي ڤي» الايرانية الناطقة بالإنجليزية وقائعه مباشرة «ان استجواب هؤلاء الاميركيين الثلاثة الذين دخلوا ايران بشكل غير قانوني لاغراض مشبوهة يتواصل. ستتم محاكمتهم وسيصدر حكم» بحق كل من شاين باور (27 عاما) وسارة شورد (31 عاما) وجوش فتال (27 عاما) الذين اعتقلوا في 31 يوليو بعدما دخلوا الاراضي الايرانية خلال نزهة في منطقة جبلية نائية في اقليم كردستان العراق، حيث تتداخل الحدود بين ايران والعراق.
من جهة أخرى، أعلن متكي أن طهران «لا تصر» على تبادل 400 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران، بحسب ما نقلت عنه وكالة فارس للانباء.
وقال متكي ان «الجمهورية الاسلامية في ايران لا تصر على تطبيق اقتراحها بتبادل 400 كلغ من اليورانيوم في جزيرة كيش (في الخليج)» بكميات من الوقود لمفاعل الابحاث في طهران.
واضاف «تم طرح هذا الاقتراح خلال محادثات ثنائية مع بعض الاطراف. انه بادرة حسن نية للخروج من المأزق».
وتابع متكي «لا نصر على (تطبيق الاقتراح). اردنا ان نفتح لهم طريقا. كانت فرصة، لا يمكننا الاصرار لكي يقبلوا بها».