استهل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السعودي زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة منذ تعيينه وليا للعهد، بالاجتماع مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وعلى هامش اجتماعهما، أكد الأمير محمد بن سلمان الحرص على «تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ودعائم صداقتنا قوية».
وأضاف «نعمل على خطة لاستثمار 200 مليار دولار بين الرياض وواشنطن». وقال «نفذنا 50% من اتفاقاتنا الاقتصادية مع الولايات المتحدة».
بدوره، أشاد ترامب «بالصداقة العظيمة» مع ولي العهد السعودي وقال إن العلاقات الأميركية - السعودية ربما تكون أفضل من أي وقت مضى. وأكد أن الجانبين اتفقا على وقف تمويل الإرهاب من أي جهة كانت. واستذكر حضوره قمة الرياض الأميركية الإسلامية وقال «قمة الرياض شهدت أروع الاجتماعات التي عقدتها».
الزيارة الرسمية التي تستمر أسبوعين، تشمل إلى جانب اجتماعه بترامب، «زيارة 7 مدن وسيجري لقاءات سياسية واقتصادية وتنموية، في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين»، بحسب ما صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وأوضح الجبير في مؤتمر صحافي أول من أمس، إن زيارة ولي العهد «ستركز على بحث ومناقشة العديد من الملفات، من بينها إيران واليمن وسورية، بالإضافة إلى العراق وليبيا ومكافحة الإرهاب». وحول موقع الأزمة الخليجية على أجندة المباحثات، قال: «أزمة قطر مسألة صغيرة في أجندة المباحثات لا تعطيها المملكة أهمية وحساسية القضايا الأخرى.. هناك ملفات أهم».
وأشارت تقارير إلى أن جولة ولي العهد ستشمل، إضافة إلى واشنطن، كلا من نيويورك وبوسطن وهيوستن ولوس أنجيليس وسياتل.
ومن المقرر أيضا أن يجري الأمير محمد بن سلمان لقاء بقادة الكونجرس الأميركي من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) ومع مسؤولي وزارة الدفاع والخارجية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن ولي العهد يرافقه في زيارته وفد رسمي من أبرز أعضائه وزير الخارجية ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح ووزير المالية محمد الجدعان ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن فياض الرويلي.
وتأتي زيارة ولي العهد السعودي لأميركا، قبل زيارة مرتقبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن في أبريل المقبل.
وإذ أشاد الجبير بالعلاقات الثنائية التي «لم تكن يوما افضل مما هي عليه اليوم»، أكد ان لدى الحليفين وجهات نظر «متشابهة عمليا» ازاء العديد من الازمات الاقليمية مثل اليمن وافغانستان، اضافة الى الدور السلبي لإيران في الشرق الاوسط.
كما شدد الجبير على ما يفترض ان يكون النقطة الاساسية في اول زيارة للأمير محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة منذ توليه ولاية العهد. وقال «هناك مفهومان متعارضان» في المنطقة، مفهوم «النور» الذي تمثله السعودية، و«مفهوم الظلمات» الذي تمثله جمهورية ايران الاسلامية. وتابع الوزير السعودي «ان النور هو الذي ينتصر على الدوام على الظلمات»، موجها الانتقادات الى الاتفاق الدولي النووي مع ايران قائلا «من وجهة نظرنا بشأن الاتفاق النووي أنه اتفاق معيب».
وانتقد الجبير إيران بسبب ما تصفه المملكة منذ فترة طويلة بسلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة. وقال «دعونا منذ سنوات إلى تبني سياسات أشد تجاه إيران». وأضاف «نبحث عن سبل يمكننا من خلالها التصدي لأنشطة إيران المشينة في المنطقة» وانتقد دعم طهران لجماعة الحوثي المسلحة في اليمن ودعمها للرئيس بشار الأسد.