بيروت ـ عمر حبنجر
التصريحات والمواقف والتقارير الاعلامية اجمعت على ان التباينات بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان ومضيفه الرئيس الاميركي باراك اوباما ليست اقل من التوافقات، اذا جاز التعبير، فقد توافق الرجلان حول دعم استقرار لبنان ومساعدة الجيش، و«اختلفا» حول سلاح حزب الله و«ما يشكله من خطر محتمل على اسرائيل».
وعلى اي حال يمكن القول ان الرئيس سليمان لم يعد من واشنطن خالي الوفاض، وسيترجم النجاح النسبي لزيارته، في رحلة لاحقة لوزير الدفاع الياس المر الى العاصمة الاميركية للدخول في تفصيلات المساعدة العسكرية المنتظرة للجيش.
دعم سياسي أوسع
اما على الصعيد السياسي فثمة جرعة دعم لا بأس بها، تلقاها سليمان من مضيفه الاميركي تمثلت في تجديد الموقف الاميركي الداعم لاستقلال لبنان ومناعته وديموقراطيته، اضافة الى الدعم الموعود في المجالات التربوية والانمائية. بيد ان الانسجام لم يكن تاما حول كل الملفات المطروحة وخاصة حول ما يصفه الجانب الاميركي «بتهريب السلاح عبر سورية الى لبنان»، والذي رأى الرئيس اوباما انه يشكل خطرا محتملا على اسرائيل. لكن الرئيسين اتفقا على ان تشجيع السوريين والاسرائيليين على استئناف التفاوض من شأنه ان يحسن وضع لبنان ووضع العالم، انما لم يسمع الرئيس اللبناني من رئيس الولايات المتحدة ما يظهر تجاوبه مع مطالبته بالضغط على اسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية. بدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يكن منشرحا لتصريحات الرئيس الاميركي، وهذا ما يعكسه قوله لدى اطلاق مجلدي دائرة المعارف الاسلامية باللغة العربية، «اننا لن نخضع اراضينا لأي استفتاء، لاننا لسنا عاجزين عن تطبيق القرار 425 بالمقاومة». واضاف: ان الضغوط الدائمة على سلاح المقاومة والتي تترافق مع زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن، ومنها الشروط التي يطالب بعض اعضاء الكونغرس بوضعها على السلاح الاميركي للجيش اللبناني، هذه الضغوط لن تؤدي الى اخضاع لبنان للتخلي عن المقاومة وسلاحها، لان هذه المقاومة حاجة وضرورة ومصلحة لبنانية، مادام الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء عزيزة من ارضنا في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا باقيا ومادامت الخروقات العسكرية الاسرائيلية مستمرة ومادامت التهديدات الاسرائيلية باللجوء الى القوة ضد لبنان باقية وآخرها تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو. ولفت بري النظر الى ما وصفه بإحدى عجائب الديموقراطية الاسرائيلية التي تبيح بواسطة الاستفتاء استمرار احتلال اراضي الغير بالقوة.
واعلن بري قوله: اننا في لبنان نرفض اخضاع انهاء الاحتلال الاسرائيلي لاي جزء من ارضنا، واندحاره عنها لاي نمط من انماط الديموقراطية الاسرائيلية المضحكمة المبكية في آن معا، ونراهن على تنفيذ اسرائيل للقرار 1701 وقبله القرار 425 بكل فخر نقول اننا لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة. ونوه بري بدعم جمهورية ايران الاسلامية للبنان وللحكومة الجديدة، وبجميع المواقف الدولية والعربية الداعمة، مسترعيا انتباه الجميع الى التهديدات الاسرائيلية المتواصلة.
النائب موسى يوضح تصريحات بري
بدوره علق النائب ميشال موسى عضو كتلة التنمية والتحرير على كلام رئيس كتلته نبيه بري رافضا إدراجه في خانة الحملة على زيارة الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن، وقال موسى: الجميع لديه الثقة الكاملة بمواقف الرئيس سليمان ودفاعه عن الحقوق الوطنية.
أما موقف بري فقد استدعته المرحلة، بعد نيل حكومة الوحدة الوطنية الثقة والتطلع لمرحلة جديدة. وبخصوص المقاومة وسلاحها فإن طاولة الحوار ستلعب دورا أساسيا في هذا المجال. وعن طرح بري إنشاء الهيئة العليا لدرس كيفية إلغاء الطائفية السياسية قال ان هذا الموضوع مطروح للنقاش، وربما اخذ حيزا من اهتمام طاولة الحوار الوطني لاحقا.
المكتب السياسي الكتائبي يستغرب
لكن المكتب السياسي لحزب الكتائب استغرب ما وصفه بالحملة المغرضة التي تعرض لها الرئيس ميشال سليمان بسبب زيارته الى واشنطن معتبرا ان الأسباب والأهداف عدة، ليس أقلها إحراجه تجاه الرئيس الضيف وإظهار السياسة الخارجية للبنان على غير حقيقتها.
المكتب السياسي وبعد اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب أمين الجميل سأل: هل هناك من لا يدرك ان واشنطن هي معبر إجباري لمواجهة خطر التوطين الذي لا يمكن مواجهته بالشعارات؟
وعن الزيارة التي ينوي الرئيس سعد الحريري القيام بها الى العاصمة السورية، أكد المكتب السياسي موقف الحزب الداعي إلى علاقات طبيعية يؤسس لها حوار صريح وشفاف يتناول كل الملفات العالقة بين البلدين. من جانبه، دعا رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي قائد القوات اللبنانية سمير جعجع إلى الإعلان عن قتلة الرئيس الشهيد رشيد كرامي، معتبرا انه اذا لم يكن هو من ارتكب هذه الجريمة فإنه يعرف من هم فاعلوها، لافتا الى ان جلسات محاكمات قتلة الشهيد جاءت من أعلى سلطة قضائية في لبنان ومن أهم القضاة، لاسيما القاضي رالف رياشي الذي هو عضو في المحكمة الدولية. وحول البرقيات التي ارسلتها قوى 14 آذار إلى الرئيس السوري بشار الأسد بوفاة شقيقه رأى كرامي انها مبادرة حسن نية ولكن في السياسة لا «تقرّش» بأكثر من هذا الأمر، آملا ان يعود الجميع لصوابه، مؤكدا على ضرورة وأهمية العلاقات الجيدة والاخوية والمميزة بين لبنان وسورية، لأن لبنان لن يرتاح اذا لم يكن على علاقة جيدة مع سورية، معتبرا ان موضوع الغاء الطائفية السياسية لا يتم بكبسة زر، بل يتطلب سنوات. من جانبه، رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د.سمير جعجع ان الرئيس سعد الحريري تخطى مشاعره الخاصة، ووجعه وألم شارعه والشارع اللبناني واتخذ قرار زيارة دمشق من باب وجوب تصحيح العلاقات، وسأل جعجع بالمقابل، هل هكذا تحضر المناخات لهذه الزيارة؟ في اشارة الى المذكرات القضائية السورية التي وصفها بالسياسية بامتياز. وردا على سؤال قال جعجع ان اي زيارة لتقديم واجب العزاء للرئيس الأسد من قبل القوات اللبنانية غير مطروحة، بأي شكل من الاشكال باعتبار ان لا علاقات مباشرة بين القوات اللبنانية والقيادة السورية.
اما نائب بيروت عضو كتلة لبنان أولا د.عاطف مجدلاني، فقد اشار ردا على سؤال حول موعد زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى سورية، الى ان الرئيس الحريري سيزور دمشق عندما توجه اليه الدعوة رسميا.