بيروت ـ عمر حبنجر
مازالت زيارة الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن وما جرى في اللقاء المغلق مع الرئيس باراك أوباما موضع تفاعل ومتابعة من جانب جهات محلية واقليمية، في وقت تتجه الانظار الى دمشق التي كانت بصدد زيارتين من الرئيس ميشال سليمان ومن رئيس الحكومة سعد الحريري الأولى اجتماعية عنوانها تعزية الرئيس بشار الاسد بوفاة شقيقه الأصغر مجد والثانية سياسية هادفة الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الحكومتين والبلدين.
زيارة الرئيس سليمان مسألة ساعات، فيما ترجح المصادر المتابعة اتمام زيارة الحريري يوم الاحد المقبل بعد معالجة ما تبقى من ترتيبات وعقبات.
معلومات عن ارتياح سوري
وخلافا للانطباعات السلبية عن زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن التي اثارها بعض اطراف المعارضة السابقة في لبنان، فإن بعض زوار دمشق يعكسون ارتياحها لهذه الزيارة، التي لم تكن مفاجئة لها، والتي لم تتطرق لا الى المحكمة الدولية ولا الى القرار 1559، الذي يشغل بال دمشق بتصريحات رسمية لبنانية صدرت بشأنه.
تنبيهات أميركية
وأضافت المصادر المتابعة لهذه الزيارة انه بات معلوما ان دعوة الرئيس سليمان الى واشنطن تمت في جزء من دوافعها لحرص الولايات المتحدة على تنبيه الرئيس اللبناني الى مخاطر استمرار السلاح الحالي مع حزب الله، بعيدا عن سيطرة الدولة، خاصة في حال اضطرار واشنطن الى اللجوء للقوة من اجل حسم الموضوع النووي الايراني، وانه تم ابلاغ سليمان بأن لبنان كله سيكون معرضا للخطر، في حال دخول هذا السلاح طرفا في المواجهة مع إيران.
واذ بات معروفا رد الرئيس سليمان وهو ان هذا السلاح يعالج على طاولة الحوار الوطني، وأن حزب الله حزب لبناني وعناصره لبنانيون، فإن ما لفت الانتباه هو ان التنبيه الاميركي جاء متزامنا مع موقف سعودي لافت، تمثل بالتصريح الاخير لوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حول سلاح حزب الله في لبنان ودور ايران.
وهناونقلت صحيفة «اللواء» البيروتية الموالية عن الرئيس ميشال سليمان تساؤله: لو ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى واشنطن، هل يمكن أن يقول عن حزبه أفضل مما قلته للرئيس اوباما وكبار مساعديه؟
الصحيفة عينها نقلت عن مصدر سياسي لبناني التقى الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة القرداحة على هامش القيام بواجب التعزية، قوله ان سورية ستدعم الاستقرار في لبنان بكامل امكانياتها وان الامن في لبنان سيمنح اهتماما مميزا، وانه يجب التوصل الى طريقة للتنسيق الامني بين البلدين لدعم الاستقرار في لبنان.
وقلل الاسد من تأثير المذكرات القضائية بحق مجموعة من الشخصيات اللبنانية على زيارة الرئيس الحريري الى دمشق.
وفي كلمة لبنان بمؤتمر كوبنهاغن، دعا الحريري الدول المتقدمة الى بذل الجهود من اجل مكافحة التغير المناخي ومن اجل مساعدة الدول الصغيرة في هذا المجال.
دعم مصري للحريري وحكومته
ولفت الحريري الى ان ارز لبنان مهدد والقطاع الزراعي مهدد. وكان رئيس الحكومة اللبنانية التقى وزير خارجية مصر احمد ابوالغيط الذي قال على الاثر ان الحريري يحظى بثقة الرئيس حسني مبارك والمصريين وقد دعمناه وسنستمر في دعمه.
من جهته، اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على العلاقات المميزة مع سورية، معتبرا ان لبنان بحاجة الى التشاور والتنسيق الدائمين مع سورية، فضلا عن تزخيم عمل المؤسسات المشتركة.
ولفت قول رعد ان كل من يتحدث عن تدخل للسوريين بشؤون لبنان يعيش عقدة نقص تجاه ضعفه من الآخر، وكان حزب الله نفى اخبارا عن استعداد الامين العام للحزب القيام بزيارة للسعودية.
وفي حديث لاذاعة «النور»، قال رعد ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق باتت قريبة، مؤكدا ان الحرص السوري على هذه الزيارة سيكون مدخلا لاستئناف العلاقات مع سورية، مؤكدا ان علاقة الحريري بسورية بدأت تأخذ مسارا اكثر جدية باتجاه تعزيز الهدوء والاستقرار في الساحة الداخلية.
عون بين قوة الحق وحق القوة
بدوره، قال العماد ميشال عون، وفي اشارة الى زيارة الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن لقناة «او.تي.ڤي» الناطقة بلسانه امس: بينما نؤمن نحن بقوة الحق، فإن الاميركيين يؤمنون بحق القوة، ولهذا ضحت بنا سياستهم في مراحل كثيرة.
عون حذر من خطة السياسات الاسرائيلية ازاء لبنان عبر التاريخ، مشيرا الى ان اسرائيل لا تستطيع الاستمرار في حال استمر عداؤها للعرب.
وحول تراجع التيار الوطني الحر في الانتخابات النقابية والطلابية، قال عون: ربما سجل الآخرون تقدما، لكنهم لم يسجلوا اي انتصارات حاسمة في اكثر الاحيان.
إذا دعيت للسعودية أذهب
وعن زيارته الى السعودية، قال عون: اذا دعيت اذهب، فلا مشكلة لي مع احد، مشيرا الى ان المسيحيين عادوا اقوياء، وان مرد هذه القوة هو الثقة بالذات وبالعلاقة مع الآخرين، نافيا برودة العلاقة بين التيار الوطني الحر والمردة، وقال ردا على تسريبات اعلامية ان العلاقة بين النائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل اخوية.
وقال، ردا على سؤال حول السلاح والاعتداءات الاسرائيلية: لا مخدات مخملية على الحدود مع اسرائيل، ولطالما اخترقوا حدودنا وقاموا بعمليات في العمق وخطفوا اشخاصا، واعتبر ان وجود السلاح بيد حزب الله وحده افضل حتى لا يصبح بيد فريقين فيتقاتلان.
حزب الله: سليمان يقوم بواجبه
العماد عون استقبل عضو المكتب السياسي في حزب الله غالب ابوزينب الذي اكد انه لا رابط بين زيارة رئيس الحكومة الى دمشق والمذكرات القضائية السورية بحق شخصيات لبنانية.
وردا على سؤال حول معارضة حزب الله لزيارة الرئيس سليمان الى واشنطن، قال ان الحزب يدرك ان سليمان يقوم بواجبه وفق المصلحة الوطنية العليا، وقال ان مرحلة الاستقرار التي نعيشها اليوم دائمة وثابتة. وعن زيارة الحريري الى دمشق، قال ان القيادة السورية تفتح صدرها لكل من يريد زيارتها وفق اسس واضحة وليس لركوب الموجة، كما قال. واضاف انه لا رابط بين زيارة الحريري الى دمشق والمذكرات القضائية السورية لأن الزيارة اكبر من ذلك.