توفي حسين علي منتظري الخليفة المعزول للإمام الخميني والذي اصبح من اشد المنتقدين للنظام منذ عزله في 1989. وأوضحت التقارير أن منتظري توفي مساء أمس أثناء نومه في منزله في مدينة قم عن 87 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وكان منتظري من أعمدة الثورة الإسلامية التي شهدتها إيران عام 1979 وظل على مدار الأعوام العشرة التالية للثورة ينظر إليه باعتباره المرشح لخلافة الخميني مرشد الثورة قبل ان يعزله «بسبب خلافات حول عناصر مقربة منه ومواقفه التي لم تكن تنسجم وروح الثورة الاسلامية» حسب قناة العالم الإيرانية.
وبعد ان أقصاه الامام الخميني في مارس 1989، فرضت السلطات عليه الاقامة الجبرية في مدينة قم خوفا من تأثيره، قبل ان يلغى هذا التدبير في 2003.
وأمضى اكثر من 14 عاما في شبه عزلة وتحت مراقبة مشددة، ولم يسمح له الا بلقاءات محددة، لكنه بقي صاحب تأثير كبير على الجناح المعتدل في النظام.
وبعد رفع الاقامة الجبرية عنه في 2003 أتيحت له مساحة من حرية التعبير استخدمها في الاشهر الاخيرة لتوجيه انتقادات حادة لإعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية رئاسية جديدة ولقيام السلطات الايرانية بقمع التظاهرات الاحتجاجية، وقال في هذا السياق «لا يمكن لأحد ان يصدق» ان العملية الانتخابية كانت نزيهة. وأصيب منتظري عام 2001 بأزمة قلبية حادة بعد قضاء حكم بالبقاء خمسة أعوام رهن الإقامة الجبرية، وظل على اثرها في المستشفى لفترة طويلة.
ورغم العزلة السياسية والوضع رهن الإقامة الجبرية إلا أن منتظري ظل رمزا دينيا يحظى بالتقدير بوصفه أحد المرجعيات الدينية. وبينما ظلت الدوائر الإصلاحية تدعمه إلا أن المتشددين في إيران وصموه بأنه علماني وانتقدوا أسلوبه المنتقد للمرشد علي خامنئي الذي خلف الخميني كمرشد للثورة الإسلامية في يونيو من عام 1989.
وانتقد منتظري أكثر من مرة نظام الانتخابات في إيران، ورأى أنه في ظل هذه الظروف ودون تنافسية حقيقية وعادلة فإن المسؤولين المنتخبين لا يحققون آمال الشعب. كما كان منتظري من منتقدي السياسات الخارجية للرئيس أحمدي نجاد، وكان يرى أن أخطاء الثورة الإسلامية واستفزازات حكومة أحمدي نجاد وضعت البلاد في مواجهة مع الغرب وهو ما أدى إلى العقوبات المفروضة ضد إيران، وذلك دون النظر لتبعات هذا على الشعب. وعلى الرغم من مكانته الدينية في إيران، إلا أن النظام كان يعتبره «منشقا» ولهذا لم يول التلفزيون الإيراني أهمية خاصة لرحيله. ووفقا لوكالة أنباء «فارس» فإن يوسف صانعي، المعارض لأحمدي نجاد والقريب من المعارضة الإصلاحية، من القلائل من بين الصفوة الدينية الذي أعربوا عن حزنهم لرحيل منتظري.
على صعيد متصل ذكر موقع إصلاحي على الانترنت أن الآلاف من أنصار منتظري يتجهون إلى مدينة قم لتشييع جنازته.
وتابع «الآلاف من أصفهان ونجف أباد ومدن أخرى متجهون إلى قم لتشييع جنازة منتظري اليوم».