عقد الوزراء السبعة الرئيسيون في الحكومة الإسرائيلية أمس اجتماعا لبحث قضية الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي تحتجزه حركة حماس منذ ثلاثة اعوام.
واستمر امس الانشقاق الذي سيطر على اجتماع الوزراء السبعة في الحكومة المصغرة الذين عقدوا ثلاثة اجتماعات أمس الاول من دون ان يتوصلوا الى تفاهم حول اتفاق تبادل شاليط بأسرى فلسطينيين مع حركة حماس.
وذكرت الاذاعة العامة ان ثلاثة وزراء بينهم وزير الدفاع ايهود باراك يؤيدون الاتفاق الذي ينص على ان تفرج اسرائيل مقابل شاليط عن مئات الاسرى الفلسطينيين بمن فيهم اسرى من الضفة الغربية المحتلة، تلبية لشروط حماس.
غير ان ثلاثة وزراء آخرين يعارضون هذا الاتفاق احدهم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان.
الانقسام ذاته دب بين المسؤولين الأمنيين الذين دعوا الى هذه الاجتماعات ايضا، بحسب المصدر نفسه. فرئيس الاركان غابي اشكينازي أيد تبادلا للمعتقلين ورئيس جهاز الامن الداخلي يوفال ديسكين يعارضه. كذلك فعل رئيسا الشاباك والموساد بشدة اذ عارضا إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين الذين أدينوا بالتخطيط وتنفيذ هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين إلى الضفة وإنما أن يتم إبعادهم إلى قطاع غزة أو خارج البلاد بدعوى أن من شأن عودتهم إلى الضفة أن تشكل خطرا أمنيا وتعزيز صفوف حماس هناك والعودة إلى توجيه هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
وهي المخاوف ذاتها التي أبرزها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي يملك ترجيح كفة الميزان في هذا الموضوع، فقد عارض هذا الاتفاق وبرر معارضته بتخوفه من أن يعمد أسرى مسجونون بسبب تنفيذهم هجمات ضد اسرائيل الى شن هجمات جديدة اذا ما اطلق سراحهم. وذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس أن نتنياهو يصر على إبعاد مجموعة من الأسرى الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو خارج البلاد في حال التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى.
ونقلت الصحف الإسرائيلية عن نتنياهو قوله أمس «إنني مستعد للذهاب بعيدا في صفقة شاليط لكن لدي خطوطا حمراء وهي إطلاق سراح مخربين إلى الضفة وأنا لن أتجاوز هذا الخط الأحمر».
وكان والدا شاليط، نعوم وافيفا، ناشدا أمس نتنياهو «انقاذ» نجلهما عبر التوصل الى اتفاق لتبادل الاسرى مع الحركة الاسلامية.
وكتب الوالدان في رسالة سلمت الى رئيس الوزراء «نتوجه اليك في صرخة من القلب في اللحظة الاخيرة. نناشدك انقاذ ابننا. انقذ ابننا».
وأضاف والدا الجندي «نتوجه اليك يا رئيس الوزراء قبل فوات الأوان لأن المفاوضات بلغت نقطة اللاعودة. لم يعد هناك سوى خيارين: اما ان يعود ابننا الى المنزل واما ان يبقى بين أيدي حماس».
وتضاعفت الشائعات والانباء المتضاربة في الأسابيع الأخيرة حول قرب توقيع اتفاق.