- فلسطين تطلب رسمياً إحالة ملف «الجرائم الإسرائيلية» لـ «الجنائية الدولية»
شيع الفلسطينيون أمس عشرات الشهداء الذين سقطوا في «مسيرة العودة الكبرى»، تزامنا مع مسيرات جديدة خرجت نحو الحدود مع إسرائيل في قطاع وأخرى في الضفة المحتلة وجميع الأراضي المحتلة، واجهتها قوات الاحتلال بالقوة أيضا موقعة المزيد من الشهداء والجرحى.
وبموازاة المواجهة الميدانية في فلسطين، اندلعت مناوشات سياسية في مجلس الأمن الذي انعقد امس بدعوة من الكويت، بين مندوبة الولايات المتحدة المدافعة بشراسة عن إسرائيل وباقي أعضاء المجلس.
وقد أعلن سفيرنا لدى الامم المتحدة منصور العتيبي ان الكويت ستقترح مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يهدف الى «تأمين حماية المدنيين» الفلسطينيين. وقال في مستهل الجلسة الطارئة لبحث الاحداث الدامية في غزة، ان مشروع القرار سيتم طرحه «على الارجح» اليوم وسيهدف الى حماية الفلسطينيين «وتوفير حماية دولية للمدنيين». أضاف «لا نتحدث عن عملية حفظ سلام». وأدان «الجرائم الإسرائيلية» بحق المتظاهرين السلميين في قطاع غزة أمس الأول. وأعرب عن أسفه لعدم تمكن مجلس الأمن من عدم اعتماد مسودة البيان الذي طرحته الكويت، ويدعو إلى التحقيق الدولي في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
وأكد أن الكويت تطالب بقرارارت دولية تحمي الشعب الفلسطيني الأعزل، مشيرا إلى أن الأمر سيعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حال فشل مجلس الأمن في التحرك.
واتهم العتيبي إسرائيل بالسعي إلى تغيير الحقائق على الأرض، مدينا الإجراءات أحادية الجانب التي تثير التوتر، وأبرزها استمرار الأنشطة الاستيطانية وتوسيع المستوطنات القائمة والتي تمثل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي وعلى وجه الخصوص قرار رقم 2334. وقال «إن نقل بعض البعثات الديبلوماسية إلى القدس يشكل مخالفة وانتهاكا لقرار مجلس الأمن وتحديدا القرارت رقم 476 و478»، مؤكدا أن مثل تلك الخطوات المخالفة للقانون الدولي تسهم في تقويض جهود تحقيق السلام وتعمق التوتر وتهدد بدفع المنطقة إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
وأضاف أن بلاده تؤيد المطلب الفلسطيني إزاء تفعيل بعض الآليات الدولية كاللجنة الرباعية من خلال توسعة عضويتها لتشمل أطرافا إقليمية أخرى على أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة لرعاية عملية السلام.
وتابع: «ندعم جميع الخطوات السلمية والقانونية التي تتخذها دولة فلسطين على المستويين الوطني والدولي لترسيخ سيادتها على القدس الشريف والأرض الفلسطينية المحتلة».
وكان أعضاء مجلس الأمن بدأوا الجلسة بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا الفلسطينيين.
ومن جهته، دعا نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى التنديد باستخدام إسرائيل القوة المميتة ضد الفلسطينيين، وقال إن قتل الفلسطينيين في غزة لا مبرر له.
وأضاف «سكان غزة يتظاهرون منذ 6 أسابيع من أجل إسماع أصواتهم، وهم يعيشون فيما يشبه السجن، وواجبنا الاستماع إلى معاناتهم، وعاشوا الكثير من ندوب الحرب».
لكن سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هايلي، اتهمت مجلس الأمن بالتعامل بمعايير مزدوجة. ودافعت بشراسة عن إسرائيل معتبرة انها تحلت بضبط النفس في مواجهة ما أسمته استفزاز حماس. وقالت هايلي في الجلسة الطارئة أمس «لا يوجد اي بلد في هذا المجلس كان سيتصرف بضبط نفس أكثر مما فعلت إسرائيل.. في الحقيقة فإن سجل العديد من الدول الموجودة هنا اليوم تشير إلى أنها ستتصرف بدرجة أقل بكثير من ضبط النفس».
وحملت هايلي حماس المسؤولية عن الأحداث، وأضافت «حماس سعيدة.. فحماس هي من حرضت على هجمات ضد إسرائيل بدعم من إيران».
كذلك دافعت عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعتبرت أنه «لا يستبق أي مفاوضات بين الجانبين ولا يؤثر على وضع القدس في أي اتفاق نهائي.
من ناحيتها، قدمت فلسطين رسميا أمس، طلب إحالة لمحكمة الجنايات الدولية لملف جرائم الحرب الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وقال مندوب فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور، لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، أنه تقدم رسميا بطلب الإحالة للمحكمة الجنائية.
وفيما كانت المواجهة السياسية محتدمة في مجلس الأمن، كانت اسرائيل تواجه المدنيين الذين تداعوا للتظاهر مجددا في ذكرى النكبة أمس، بالقوة حيث أعلن أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة مقتل شخص جراء إطلاق نار إسرائيلي شرق القطاع.
وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أن الشهيد أصيب «بطلق ناري من قبل قناص إسرائيلي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة». وكانت حشود من الفلسطينيين تجمعت في غزة لتشييع جنازات عشرات الشهداء الذين سقطوا في الاعتداءات. وسار المشيعون في مختلف أنحاء غزة وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويطالبون بالثأر. وردد المشيعون هتاف «بالروح بالدم نفديك يا شهيد».
وشارك المئات في جنازة الرضيعة ليلى الغندور التي لف جثمانها بالعلم الفلسطيني. وقالت أمها وهي تبكي وتحتضن ابنتها «خلوها معايا، بدري عليها كتير إنها تموت». وقالت جدة الرضيعة البالغة من العمر ثمانية أشهر إنها كانت في أحد مخيمات الاحتجاج التي أقيمت على مسافة بضع مئات من الأمتار من الحدود. وقالت هيام عمر «كنا في المخيم شرق غزة والجنود الاسرائيليون أطلقوا قنابل غاز بكثافة».