بيروت ـ عمر حبنجر
شغل حادث اطلاق النار على حافلة الركاب السورية في محلة «دير عمار» بشمال لبنان، جلسة مجلس الوزراء الاولى مساء امس الاول، اضافة الى الوسطين السياسي والديبلوماسي في بيروت، في ضوء الاعتقاد بأن الرصاص المجهول المصدر والذي افضى الى مقتل فتى سوري، استهدف زيارة الرئيس رفيق الحريري الى دمشق ولقاءه الرئيس بشار الاسد.
وتبادل وزيرا خارجية لبنان وسورية، علي الشامي ووليد المعلم الاتصالات الهاتفية، ووضع وزير الدفاع الياس المر مجلس الوزراء في اجواء التحقيقات الاولية في الحادث، والتي تشير الى ان اطلاق النار حصل من بندقية آلية نوع كلاشنكوف الكثيف الوجود في لبنان، من سطح مبنى قيد الانشاء يطل على الطريق الساحلية.
الرئيس ميشال سليمان الذي ترأس الجلسة وصف الحادث بأنه موجه ضد لبنان بأمنه واستقراره، بينما اعتبره رئيس الحكومة سعد الحريري موجها ضد ما حققته زيارته الاخيرة الى دمشق.
ودلت التحقيقات على ان الفاعل المجهول اطلق رشقا واحدا من سلاحه «كلاشنكوف» باتجاه الحافلة السورية المسجلة في «دير الزور» فأصيبت الحافلة بثلاث رصاصات، افضت احداها الى مقتل الفتى السوري.
وتلقت وزارة الخارجية اللبنانية كتابا خطيا من السفارة السورية في بيروت، تطلب فيه تزويدها بنتائج التحقيقات في هذا الحادث، كما تلقى الوزير الشامي الطلب عينه هاتفيا من الوزير المعلم الذي كان اول من ربط الحادث «بالزيارة الناجحة للحريري الى سورية» مصادر أمنية مسؤولة، رجحت ان يكون الفاعل شخصا واحدا ينتمي الى مجموعة محترفة، حضّرت للهجوم قبل وقت، انطلاقا من نقطة جغرافية في بلدة «دير عمار»، تسهل عملية الاختباء او الفرار.
وايدت المصادر اعتبار الحادث رسالة موجهة الى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ضد زيارته الى سورية، كاشفة عن طلاء صورة للرئيس الشهيد رفيق الحريري معلقة في المكان عينه بواسطة الزيت، الا انها توقعت الكشف عن الجاني واعتقاله بعد ظهور خيوط للتحقيق تعتبر مهمة.
ولوحظ ان الجاني ترك مكانه على سطح المبنى الذي لايزال قيد الانشاء العديد من اعقاب السجار اضافة الى علبة دخان فارغة ما يعني انه انتظر طويلا وصول الحافلة السورية.
محليا اقر مجلس الوزراء مساء امس الاول من خارج جدول الاعمال دعم سعر صفيحة المازوت بثلاثة آلاف ليرة في حال تجاوز السعر الـ 15 الف ليرة، على ان يسري الدعم اعتبارا من غد الخميس ويستمر طيلة فصل الشتاء، اي شهرين ونصف الشهر. كما قرر المجلس استجرار الغاز الطبيعي من مصر، ولم يتطرق الى ملف التعيينات الادارية، بانتظار المزيد من الدرس والتشاور.
وقد شهدت جلسة مجلس الوزراء مشادة كلامية بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الاشغال العامة غازي العريضي على خلفية موضوع صيانة مطار رفيق الحريري الدولي.
وفي التفاصيل ان البند المتعلق بتجديد الصيانة في المطار أثار طرحه اعتراضا قويا من الوزير العريضي، وقال انه طلب سحب هذا البند من جدول الاعمال فلماذا يعاد عرضه؟
فرد الحريري قائلا: هناك مناقصة ستجري لتجديد الصيانة في المطار فلماذا تعترض على ذلك؟
عندها استشاط العريضي غضبا ووجه انتقادات عنيفة لمجلس الانماء والاعمار متحدثا عن وجود سرقات حصلت، ولذلك اما تحصل المناقصة في وزارة الاشغال والا فإنني ارفضها.
واجابه الحريري بحدة ايضا، بأن المناقصة تخضع للمعايير الشفافة، فلماذا ردة الفعل هذه؟
وعندما احتدم النقاش كثيرا وتخللته عبارات قوية، تدخل رئيس الجمهورية قائلا: انه سيترك الامر له، وهو سيرى كيف سيُجري المناقصة بالطريقة المناسبة.
وبدا الوزير اكرم شهيب محرجا، فيما حاول الوزير وائل ابوفاعور ضبط الامور.
لكن العريضي عاد ووجه انتقادات عنيفة من جديد لمجلس الانماء والاعمار، مؤكدا اما ان تكون المناقصة في الوزارة أو لا تكون. عندها أبدى رئيس الجمهورية انزعاجه على اساس ان اعتراض العريضي الثاني أتى بعد كلام رئيس الجمهورية عن الحل. وبعد ان هدأت الاجواء طلب رئيس الجمهورية عدم تسريب ما حصل الى الاعلام، كون ذلك يشنج الامور ولا يخدم مجلس الوزراء في اول جلسة له.
وكان الرئيس سليمان استهل الجلسة بوضع الوزراء في اجواء زيارته الى واشنطن ولقاء الرئيس أوباما، موضحا انه طالب بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، كما طلب دعم الجيش بأسلحة متطورة ضد الدبابات والطائرات وبتجهيزات حديثة للرصد والاتصالات.