- براين هوك: نحتاج إلى إطار جديد يأخذ في الاعتبار مجمل التهديدات الإيرانية
بعد انسحابها من الاتفاق حول النووي الايراني، تحاول واشنطن طي الصفحة باقتراحها بناء «تحالف» ضد «كل التهديدات» التي تطرحها ايران، لكنها يمكن ان تصطدم بتصميم الاوروبيين على انقاذ النص الذي وقع في 2015.
وسيقدم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بعد غد «الاستراتيجية الجديدة» للولايات المتحدة بشأن ايران. وقد بدأت الادارة الاميركية التي تلتزم الصمت منذ اعلان الرئيس دونالد ترامب في الثامن من مايو الانسحاب من الاتفاق، كشف بعض عناصر «خارطة الطريق الديبلوماسية من اجل هندسة امنية جديدة» و«اتفاق افضل».
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت امس الاول ان «الولايات المتحدة ستبذل جهودا شاقة لبناء تحالف» ضد «النظام الايراني» و«نشاطاته التي تزعزع الاستقرار»، في محاولة للتعبير عن قبول التعددية بعد الانسحاب بقرار احادي.
ويأخذ الرئيس الاميركي على الاتفاق الذي ابرمته القوى الكبرى مع ايران (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) لمنعها من امتلاك قنبلة ذرية، تساهله في الجانب النووي وعدم معالجته مسألة الصواريخ البالستية التي تملكها ايران وتدخلاتها المباشرة وغير المباشرة في النزاعات الاقليمية (اليمن وسورية...).
وقال المدير السياسي لوزارة الخارجية الاميركية براين هوك «نحتاج الى اطار جديد يأخذ في الاعتبار مجمل التهديدات الايرانية». لكن معالم لهذه الاستراتيجية ما زالت غامضة.
والامر الرئيسي الذي مازال مجهولا هو امكانية ان يكون الاوروبيون الذي شعروا بخيبة امل كبيرة من الانسحاب الاميركي، مستعدين لاستئناف المفاوضات بسرعة مع الولايات المتحدة.
وحاليا يسعى الاتحاد الاوروبي الى اقناع ايران بالبقاء في الاتفاق الموقع في 2015.
وقد سعى مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة امس إلى طمأنة إيران بأن الاتحاد ملتزم بإنقاذ الاتفاق النووي مع القوى الكبرى رغم قرار ترامب.
ووجه مفوض الاتحاد للطاقة والمناخ ميجيل أرياس كانتي هذه الرسالة أثناء زيارته لطهران، وقال إن الاتحاد الذي كان يوما أكبر مستورد للنفط الإيراني يرغب كذلك في تعزيز العلاقات التجارية مع إيران.
وقال كانتي «وجهنا رسالة إلى أصدقائنا الإيرانيين بأن الأوروبيين سيبقون على التزامهم بالاتفاق طالما التزم الإيرانيون به.. وهم قالوا الأمر ذاته من جانبهم».
وأضاف «سنحاول من جانبنا تعزيز تدفقات التجارة التي كانت إيجابية للغاية بالنسبة للاقتصاد الإيراني».
من جانبه، قال علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن بلاده تأمل أن ينقذ الاتحاد الأوروبي الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي وافقت طهران بموجبه على كبح برنامجها النووي في مقابل رفع معظم العقوبات التي فرضها الغرب عليها.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع كانتي في طهران «نأمل أن تثمر جهودهم.. تصرفات الولايات المتحدة.. توضح أنها دولة ليست محل ثقة في التعاملات الدولية».
واكد صالحي أن أمام إيران عددا من الخيارات إذا فشلت الدول الأوروبية في الحفاظ على الاتفاق، ومن بين تلك الخيارات استئناف تخصيب اليورانيوم لمستوى 20%، مضيفا: أنه ليس أمام الاتحاد سوى بضعة أسابيع للوفاء بتعهداته.
وأضاف للصحافيين «إذا ظل الطرف الآخر ملتزما بوعوده فسنلزم أنفسنا بوعودنا.. نأمل ألا يتصاعد الموقف إلى نقطة نضطر عندها إلى العودة للخيار الأسوأ».
وقال «كل الاحتمالات واردة فيمكننا بدء التخصيب لمستوى 20%».