وصل وسيط ألماني الى قطاع غزة امس حاملا رد اسرائيل على اتفاق مقترح مع حركة حماس التي تسيطر على القطاع من أجل إطلاق سراح جندي اسرائيلي أسير مقابل الافراج عن مئات من السجناء الفلسطينيين. وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات ان اسرائيل مصممة على منع الاشخاص الذين أدينوا بالقتل من العودة الى ديارهم في الضفة الغربية المحتلة والأراضي الواقعة قرب مدن اسرائيلية وانهم قد يعادون الى قطاع غزة أو دول اجنبية. وذكر المسؤولون ان حماس وافقت على نفي بعض السجناء المفرج عنهم لكنها تريد ان تترك لهم حرية اختيار الجهة التي يرحلون لها. ولم يتضح ما اذا كانت اسرائيل قد تخلت عن معارضتها للافراج عن 20 ناشطا بارزا من حماس طالبت الحركة الاسلامية بالافراج عنهم بينما تحملهم اسرائيل مسؤولية هجمات قتل فيها عشرات الاسرئيليين. ووصل الوسيط الألماني الى غزة لنقل الرد الاسرائيلي لحماس بعد ان أجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مطولة مع وزراء بحكومته امس الاول بشأن اتفاق المبادلة.
باراك: إعادة شاليط واجب
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك امس غداة المداولات المكثفة بشأن صفقة التبادل إن إعادة شاليط هو «واجب سام» لكن ليس بكل الاثمان.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله خلال جولة في مدينة ريشون لتسيون وسط إسرائيل إن «الحكومة وجهاز الأمن يعكفان في الأيام الأخيرة بصورة مكثفة على بلورة الطريقة التي ستمكن من التقدم بخصوص شاليط وأنا كوزير دفاع والحكومة ورئيس الأركان أشكنازي نرى أن إعادة (الجندي الاسير) واجب سام لكن ليس بكل الأثمان وسننفذ كل خطوة ممكنة ومناسبة من أجل إعادته إلى البيت».
لكن باراك رفض التحدث عن صفقة تبادل الأسرى، معتبرا أن «هذا ليس الوقت المناسب للتحدث في الموضوع».
تكتم حمساوي
بالمقابل، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ان التدخلات الأميركية والاسرائيلية هي التي تضع الڤيتو على المصالحة الفلسطينية التي قدمت الحركة من اجل تحقيقها الكثير من المرونة.
وقال مشعل في تصريح ان الحركة قررت عدم التحدث عبر الاعلام في تفاصيل صفقة الاسرى ليكون الموقف مسهما في إنجاح الصفقة وليس في تخريبها ولكن من يؤخر الصفقة هو تعنت الاحتلال وتشدده وخاصة في موضوع القيادات والرموز في السجون حيث ان حماس مازالت متمسكة بمطالبها وسيتم ابرام الصفقة في حال استجابة الاحتلال لهذه المطالب.
وأشار الى ان الحركة لا تريد الاستعجال وهي تدير ملف الاسرى بثقة وامانة واحتراف وكان يسعدها ان يكون الاسرى مع أهاليهم في عيد الأضحى الماضي ولكن يحزنها الا يتواجد أسرى آخرون كانوا يتوقعون تحريرهم ضمن الصفقة.
وأكد مشعل ان تشديد الحصار على غزة مؤشر على اقتراب الحرب التي يتوعد بها نتنياهو وباراك على القطاع لتحقيق ما فشل العدوان الأخير في تحقيقه من خلال توفير عوامل تضعف الصمود الفلسطيني عبر منع الغذاء والدواء والمتطلبات لأن الأنفاق الحالية تشكل شريان الحياة الفلسطينية في غزة.
تعليمات لمواصلة التفاوض
وكان قد اكتفى بيان مقتضب أصدره مكتب نتنياهو بعد محادثات الليلة قبل الماضية بالقول بأن رئيس الوزراء أعطى تعليمات لفريقه التفاوضي لمواصلة الجهود لاعادة الجندي الاسير إلى الوطن وهو ما يشير فيما يبدو إلى أن اسرائيل لم تقبل حتى الآن بشروط حماس لإبرام اتفاق مبادلة.
وبالنسبة لنتنياهو وهو يميني شكلت المعاملة القاسية مع الناشطين الفلسطينيين محور تاريخه السياسي، يمثل الافراج عن سجناء ممن يقول ان اياديهم ملطخة بدماء اسرائيلية ورطة حقيقية.
كما يتعرض نتنياهو ايضا لضغوط من اسر اسرائيليين قتلوا في هجمات شنها نشطاء فلسطينيون حتى لا يوافق على الافراج عنهم.
وقد تتزامن مبادلة للسجناء في الايام المقبلة مع الذكرى السنوية الاولى للهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة في 27 ديسمبر من العام الماضي.
وقتل 1400 فلسطيني على الاقل من بينهم عدد كبير من المدنيين و13 إسرائيليا في الحرب التي استمرت 3 اسابيع.
وتأمل الامم المتحدة والقوى الغربية في مبادلة ناجحة تفتح الطريق امام تخفيف الحصار الاسرائيلي للقطاع الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني يعتمدون على المساعدات الغذائية وتهريب السلع يوميا من اجل البقاء.
ولم يعط نتنياهو ما يشير الى انه سيخفف القيود بعد التوصل الى اتفاق مع حماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل والقاء السلاح.