دمشق ـ هدى العبود
أكد الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة تحريك عملية السلام التي تشكل بلاده طرفا أساسيا فيها فيما تشكل النمسا طرفا داعما لها.
وقال الأسد خلال مؤتمر صحافي مشترك والمستشار النمساوي فيرنر فايمان امس في العاصمة السورية دمشق ان الموقف السوري يتلخص في ضرورة الانسحاب من الأراضي المحتلة بشكل كامل حتى خط الرابع من يونيو عام 1967، مشيرا الى ان اطلاق المفاوضات يجب ان يتم على مبدأ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ولفت الأسد الى ضرورة التوصل الى المصالحة الفلسطينية وضرورة رفع الحصار عن غزة كطريق أساسي لدعم عملية السلام العادل والشامل الذي يمر عبر المسار السوري والفلسطيني واللبناني.
ورأى الأسد ان النمسا من الممكن ان تلعب دورا رئيسيا في حفظ الأمن في المنطقة، مشيرا الى ان حفظ الأمن يفهم فقط من خلال الوجود العسكري الا انه كلمة اكثر شمولية تبدأ بالسياسة وأضاف: النمسا عرفت بمواقفها الموضوعية والعادلة اتجاه الصراع العربي ـ الإسرائيلي ومازالت تحافظ على مصداقيتها وانطلاقا من هذه المصداقية تستطيع ان تلعب دورا.
وشدّد الرئيس السوري على ان سياسة بلاده لم تتغير انما الذي تغير هو رؤية الآخرين الصحيحة لموقع سورية، مؤكدا على ان بلاده دولة مهمة لن يتمكن احد من عزلها وعن منعها من لعب دورها، مضيفا ان حل مشاكل الشرق الأوسط لا يمكن ان يتم من دون التعاون مع بلاده.
من جهة اخرى، انعقدت في العاصمة السورية دمشق أمس دورة أعمال مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا الاولى. وترأس الاجتماع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقال عطري، خلال كلمة افتتاحية له: إن سورية أكدت على خيار السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها وفق مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لكن تعنت إسرائيل وعدم استجابتها لاستحقاقات السلام ومتطلباته أديا إلى تجميد عملية السلام وتعطيل المبادرات الإقليمية والدولية في هذا المجال.
وأضاف عطري أن بلاده أكدت وتؤكد الآن على أهمية الدور التركي في رعاية أي مباحثات غير مباشرة قادمة وترى أن عدم قبول استمرار هذا الدور أو تعطيله يعني تهربا إسرائيليا من استحقاقات عملية السلام وعدم وجود شريك إسرائيلي لتحقيق السلام المنشود.
وقال عطري إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحديات اقتصادية وسياسية تنعكس تداعياتها وآثارها المختلفة على الأمن والاستقرار وفرص البناء والتنمية فيها، مؤكدا أن أخطر ما يهدد أمن المنطقة واستقرارها هو المطامع الخارجية المتناغمة مع المطامع الإسرائيلية وما يراودها من أحلام التوسع والهيمنة على مقدرات المنطقة وثروات شعوبها.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع على الساحة العراقية، أكد رئيس مجلس الوزراء أن سورية عملت ما بوسعها للمساهمة في تحقيق أمن العراق واستقراره، وتحملت جراء ذلك أعباء اقتصادية وتبعات سياسية، ولأن العراق بلد شقيق وهو يجاور سورية وتركيا فمن الطبيعي أن يحرص البلدان على عودة الهدوء والاستقرار إليه. مجددا تأكيد موقف بلاده الداعي إلى بناء جسور الثقة وتشجيع عملية المصالحة السياسية بين كافة قوى المجتمع العراقي ومكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية.
من جانبه وصف أردوغان هذا اليوم بقوله: «يوم تاريخي في المستوى الذي وصلت اليه العلاقات القوية بين البلدين»، مضيفا ان البلدين حققا خطوات متقدمة ستعززها الاتفاقيات التي ستوقع اليوم في مختلف المجالات.
وأكد اردوغان ان تركيا عازمة على اقامة علاقات متميزة «تُحتذى بها في العالم»، مضيفا ان سورية تعتبر جسرا لتركيا نحو الدول العربية كما ان تركيا تعتبر جسرا لسورية نحو الدول الاوروبية.