بيروت ـ عمر حبنجر
فرضت اجواء الميلاد نوعا من السكينة على الوسط السياسي في لبنان، فانصرفت القيادات والزعامات الى تبادل التهاني والهدايا مع بعض الاستحقاقات السياسية المتصلة بمواضيع الساعة اللبنانية، وابرزها زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق التي مازالت محط الاهتمام والقرار الدولي رقم 1559 الذي ترغب دمشق في الغائه محل شد الحبال. بالنسبة لزيارة الحريري الى دمشق يتزايد عدد مباركيها يوما بعد يوم، وكان آخرهم البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي امل خيرا من الزيارة وبارك للزائر جهوده وحث على التعاون لتذليل الصعوبات.
الأسد: الزيارة ناجحة
بدوره، قال الرئيس بشار الاسد ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سورية كانت ناجحة ووضعت اسسا مؤسساتية سليمة للعلاقة مع لبنان، معتبرا انه من الطبيعي ان يزور لبنان في الوقت المناسب، ولأنه قد تكون للحكومة اللبنانية اولويات داخلية قبل التفكير بعلاقاتها الخارجية.
ميقاتي مع الحكومة بحسب أدائها
في هذا السياق، اكد رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي دعمه لحكومة الرئيس سعد الحريري اذا ما قامت بما يتوافق مع تطلعاته وسيعارض اذا حصل اي تغيير عما ورد في البيان الوزاري. ولاحظ ميقاتي ان نجاح لبنان في تجاوز انعكاسات الازمة المالية العالمية في المجالين المصرفي والنقدي ينبغي ان يواكبه نجاح استثماري.
من جهتها، اعتبرت الامانة العامة لقوى 14 آذار ان زيارة الحريري الى سورية تشكل اختبارا حقيقيا وفرصة قد لا تتكرر لانهاء صراع مستمر منذ ما قبل منتصف القرن الماضي، وان هذا الاختبار جعله اللبنانيون ممكنا بسبب تمسكهم، منذ 14 مارس 2005 حتى اليوم مرورا بالانتخابات الاخيرة في الـ 7 من يونيو 2009، بشعار لبنان اولا.
رفض كلام الوزير الشامي
ولفتت الامانة العامة الى سعي وزير الخارجية علي الشامي الى الغاء القرار 1559، معتبرة ذلك تجاوزا لصلاحياته، وهو امر مرفوض، كما قالت، لأنه يندرج في سياق استهداف قرارات دولية اخرى منها قرار انشاء المحكمة الدولية. من جهة اخرى، مازالت تتفاعل زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن، حيث طالب الوزير السابق وئام وهاب رئيس الجمهورية بمصارحة اللبنانيين بما جرى بينه وبين الاميركيين، مشيرا الى ان معلومات وصلت الى بيروت عن مواضيع بحثت من دون ان يوضح ما اذا كان هذا الموضوع هو تهريب السلاح الذي اثاره الرئيس الاميركي علانية، في حين رد الرئيس سليمان حينها بأن هذا الموضوع يعالج على طاولة الحوار.
سليمان في بكركي اليوم
ويزور الرئيس سليمان مقر البطريركية المارونية في بكركي اليوم للمشاركة بقداس الميلاد.
وامس اعرب البطريرك صفير عن امله ان تكون «ايامنا المقبلة خيرا من ايامنا الماضية».
عون يتجنب القرار 1559
من جهته، اكد العماد ميشال عون اعتباره مسألة سلاح حزب الله الذي يتناوله القرار 1559 بصورة اساسية هو مسألة لبنانية داخلية، مذكرا بأن وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله قاربت السلاح الفلسطيني وسلاح المقاومة انطلاقا من ايجاد حلول داخلية لهما.
واعطى العماد عون حزب الله وسورية الحق في الرد على التهديدات الاسرائيلية استباقيا في حال فتحت اسرائيل النار على ايران.
وأيد عون زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى سورية لما سيعود على لبنان من اجواء سليمة واعادة المياه الى مجاريها بين البلدين.
وتجنب العماد عون اتخاذ موقف حاسم من السجال الدائر حول القرار 1559 الذي تطالب دمشق وحلفاؤها باعتباره ملغى، وقال ردا على سؤال: ان قضية لبنان هي قضية حقوق تحتاج الى عدالة.
بدوره، رد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد على كلام العماد عون والذي اعطى موافقة مبدئية لحزب الله بفتح جبهة الجنوب اذا وقعت حرب على ايران، وقال: ان العماد عون في قوله هذا اكد ان سلاح حزب الله ليس بإمرة لبنانية انما هو بإمرة خارج لبنان وبإمرة اسلامية غير عربية، وبالتالي وكأنه اجاز ضربة استباقية يقوم بها حزب الله ضد اسرائيل من اجل تحسين ظروف المفاوضة الايرانية وزج لبنان واعتباره صندوق بريد لمصلحة ايران في هذه اللعبة.
واضاف: ان كلام عون ليس في مصلحة اللبنانيين ولا من مصلحة المسيحيين، واعتقد ان عون اخطأ بكشف النوايا الحقيقية للحزب وارتكب خطأ فادحا وارتضى ان يكون وقودا في معارك لا تفيد اللبنانيين ولا تفيد المسيحيين بشكل خاص.
وشدد سعيد على ضرورة عدم المس بالقرارات الدولية والتلاعب بها، لاسيما القرار 1559، لأن ذلك يعرض لبنان الى شتى انواع المغامرات.
ورأى سعيد ان أمام قوى 14 آذار استحقاقين وهما 14 فبراير والثاني 14 مارس ويجري النقاش لبلورة ما يمكن ان نفعله بـ 14 فبراير والارجح اننا نسير باتجاه تنظيم المؤتمر الثالث لقوى 14 آذار في الاستحقاق الثاني.
السفيرة سيسون على الخط
بدورها، اكدت سفيرة الولايات المتحدة ميشال سيسون لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية تمسك بلادها بالقرارات الدولية، خصوصا القرارات 1559 و1680 و1701، مجددة دعم اميركا غير المشروط وغير المحدود للمحكمة الدولية والقيام بكل ما يلزم لترسيخ استقلال لبنان واستعادة سيادته على كل اراضيه والحفاظ على حرية شعبه.
من جانبه، قال سمير جعجع لسيسون التي زارته في معراب ان الموقف اللبناني بالنسبة للقرارات الدولية يصدر عن مجلس الوزراء وحده وليس عن اي طرف سياسي آخر، وان القرار 1559 لم يطرح بتاتا على مجلس الوزراء، وفي حال تم طرحه فإن وزيري القوات سيدعمان القرارات الدولية.
في هذا السياق، اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان المقاومة وسلاحها هما للدفاع عن لبنان وشعبه ضد اي عدوان محتمل من قبل العدو، وتشكل ردعا قائما بذاته بوجه هذا العدو وتهديداته، وهي التي تعطل مشاريع الاخضاع لمنطقتنا.
الفرزلي: يستهدفون المقاومة
النائب السابق ايلي فرزلي قال لاذاعة «النور» ان تمسك اطراف دولية وداخلية بالقرار 1559 هو لابقائه حيا عبر خلق التناقض الداخلي وجعله منطلقا لبناء مشاريع دولية في لبنان للهجوم على كل ما له علاقة بالمقاومة والممانعة، وكل ذلك فقط خدمة لاسرائيل.
وزير التنمية الادارية محمد فنيش (حزب الله) لاحظ ان البعض في لبنان يريد ارضاء جمهوره فيتحدث بلغة لا قانونية ولا دستورية، معتبرا ان الطعن بالبند السادس من البيان الوزاري امام المجلس الدستوري (من جانب نواب حزب الكتائب) فيه استخفاف بعقول الناس لأن هذا المجلس ليس المرجعية الصالحة للبت في البيان الوزاري، وان البيان الوزاري حصل على ثقة مجلس النواب.
وقال ان المواقف العصبوية لن تؤثر في مجرى العمل الحكومي ولن تغير في مسار الامور في لبنان.د