بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي ان زيارة الرئيس الحريري لسورية ولقاءه الرئيس، اكدت على مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي في لبنان بعد سلسلة من العواصف السياسية سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى العلاقات المباشرة مع سورية، معتبرا ان لبنان بحاجة دائمة لتحقيق العلاقات السليمة مع الدول العربية وتحديدا مع سورية للحفاظ على السلم الاهلي الداخلي، لافتا الى ان افضل صورة عبر عنها الرئيس بري كانت بسعيه الى ايجاد توافق لبناني ـ لبناني يعود بالهدوء على الساحة السياسية ويؤدي الى علاقات ودية وسليمة مع سورية، التي واكبت لبنان في محنه، وقدمت له الدعم اللازم في كل محطاته الصعبة. وأشار النائب قبيسي في تصريح لـ «الأنباء» الى ان التطورات الايجابية الاخيرة أثبتت بعد نظر الرئيس بري وأهمية رؤيته السياسية البعيدة المدى، معتبرا ان دور الرئيس بري في تلك التطورات كان في تشخيص الداء وتحديد الدواء له، ألا وهو طاولة الحوار ومعادلة «س.س» التي أدت بعد تحقيقها الى انجاز زيارة الرئيس الحريري التاريخية لسورية، وبالتالي الى عودة العلاقات بين البلدين الشقيقين الى طبيعتها، مشيرا الى ان طاولة الحوار الاولى التي اطلقها الرئيس بري في ظل اجواء سياسية ضاغطة، كانت وما زالت هي السبيل الوحيد الذي سيوحد اللبنانيين حول مشروع سياسي واحد ويجمعهم على كلمة سواء فيما بينهم. وردا على سؤال حول ما يشاع بأن زيارة الرئيس الحريري الى سورية ستؤدي لاحقا الى عزل حزبي الكتائب والقوات اللبنانية سياسيا، لفت النائب قبيسي الى ان ما حققته الزيارة من مصلحة وخير للبنان سيستفيد منه كل الفرقاء اللبنانيين الى أي جهة أو طائفة انتموا، مؤكدا انه ليس هناك بين الفرقاء من لديه نية أو مخطط لعزل أي طرف من مكونات الحياة السياسية اللبنانية، معربا في المقابل عن أسفه لوجود توتر غير مبرر لدى البعض من قوى 14 آذار، وذلك لأسباب بحت وهمية لا تحتمل النقاش والجدل بها. وتابع قبيسي بالقول: علما ان الزائر لدمشق كان دولة الرئيس الحريري الذي يمثل اكثر من موقع اساسي على الساحة السياسية اللبنانية، بحيث يمثل كل قوى 14 آذار والاكثرية النيابية والطائفة السنية الكريمة اضافة الى كونه رئيسا لحكومة كل لبنان، معتبرا ان هذه الشمولية في التمثيل لدى الرئيس الحريري، يجب ان تشعر هؤلاء القلقين أقله بالاطمئنان، متمنيا ألا يكون التوتر لديهم مبنيا على أسس غير وطنية ولتحقيق اغراض لا تمت الى التوافق اللبناني ـ اللبناني بصلة، معتبرا من جهة اخرى ان من يريد استقطاب الشارع عليه ان يلجأ الى اثارة العناوين المعتدلة والى اعتماد سياسات حريصة على الاستقرار الحالي في لبنان، مؤكدا ان ما حكم لبنان خلال الفترة السابقة من توترات بين جميع الفرقاء، لم يفد لبنان بشيء، وبالتالي على هؤلاء الاتعاظ من تلك التجربة كدليل على ان توتراتهم الحالية لن تفيده اليوم بشيء. وردا على سؤال ما اذا كان الرئيس الاسد سيزور لبنان مطلع العام المقبل، اعتبر النائب قبيسي ان زيارة الرئيس الحريري الى سورية أزالت كل الحواجز وبددت اسباب الجمود بين الطرفين اللبناني والسوري، واصبح من الطبيعي عودة الزيارات بين الدولتين الى حالتها الطبيعية، لافتا من جهة اخرى الى عدم وجود موانع سياسية واجتماعية تحول دون انجاز زيارات بين مسؤولين سياسيين من الجهتين، مادامت تتم في اطر التعاطي السليم بين البلدين وتصب في مصلحة التهدئة وتنقية الشوائب التي أوجدها البعض خلال الفترة السابقة وعمل على اذكائها. وعن الطعن المقدم من حزب الكتائب امام المجلس الدستوري لإلغاء البند السادس من البيان الوزاري، ختم النائب قبيسي لافتا الى ان الحزب المذكور اعتمد من خلال تقديمه الطعن سياسة الناقض والمنقوض، بحث نقض به التزامه بالحكومة واعطاءه الثقة لها في المجلس النيابي، وهو ما ليس له أي تفسير عملي، اضافة الى عدم دستوريته وقانونيته سواء بالشكل أم بالاساس، معتبرا ان موقف حزب الكتائب من البند السادس لا يتعدى صفة البالون الاعلامي، وذلك بشهادة اكثر من مرجع قانوني ودستوري، معربا عن خشيته من ان تكون تلك المواقف استعراضات اعلامية بشكل يجعل من العمل السياسي في لبنان حلبة للمصارعة، الهدف منها تسجيل النقاط كل على الآخر، ليحافظ عبرها على موقعه السياسي وعلى واقعه الشعبي.