بيروت ـ ناجي يونس
قال مصدر نيابي من خط «كتلة المستقبل» ان رئيس الوزراء سعد الحريري تقصّد زيارة سورية للمرة الاولى، وحده، كي يجس النبض السوري قبل ان يصطحب وفدا رسميا.
وأضاف المصدر لـ «الأنباء» ان الزيارة أدت الى تأكيد القرار السوري بالتعامل مع لبنان من دولة الى دولة، وهو مطلب للحريري وقوى 14 آذار، حيث قرن الحريري القول بالفعل بمجرد ان نظم مؤتمره الصحافي في السفارة اللبنانية في دمشق ويدرج في هذه الخانة ايضا التصاريح والبيانات والتنسيق والمعاملة وأسلوب الاستقبال.
وأظهرت سورية نمطا جديدا في التعاطي مع لبنان والمسؤولين ومن الامثلة كلام بثينة شعبان، لاسيما عن تفعيل المؤسسات والتعامل من دولة الى دولة وترسيم الحدود.
لكن المصدر لاحظ ان الصحافة السورية تستمر في المنطق المعتاد، وهو لا يدل على تبدل يذكر، مؤكدا ان الاساس يبقى انتظار المواقف والخطوات التي ستقدم عليها دمشق والأهم ربما سحب السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات في خطوة اولى لإثبات حسن نواياه، تجاه لبنان والحريري وسائر الاطراف اللبنانية التي لاتزال حذرة جدا، حيث يعبر الشارع الاسلامي مثلا عن الخشية من زيارة الحريري، وهو قد تلقى خبر حصولها بشيء من الانقباض الكبير.
من ناحية ثانية، رأى المصدر وجوب ان يلتقط اللبنانيون الفرصة المتاحة، فيحسنون التعامل معها، مما يعزز منطق الدولة ويؤدي الى سحب المكاسب من الجانب السوري الواحد تلو الآخر، وهم قد يتصرفون بغير ذلك، فيأتي الامر في نهاية المطاف مخالفا لما يجب ان يكون عليه ولما يخدم المصالحة اللبنانية ولعملية تصحيح العلاقات اللبنانية ـ السورية وارسائها على قاعدة من دولة الى دولة مثلما يصر عليه فريق لبناني عريض، والحريري جزء من هذا التوجه فهو يؤكد تمسكه بثوابت 14 آذار.
وعن العلاقات السورية ـ السعودية قال انها تشهد تقدما يوما بعد آخر، حيث يعرب السوريون عن الاستعداد للمزيد من التقارب والتجاوب مع المطالب اللبنانية ومع التوجهات التي تعزز الواقع العربي وتوحد المواقف العربية في مواجهة التحديات الاساسية.
من ناحية ثانية، تبدو العلاقات الايرانية ـ الغربية تتجه الى التصعيد، وهي قد تنتهي بتسوية، وقد تصل الى الحرب بدءا بالحصار الغربي على ايران وقد تستغل اسرائيل الامور من هذا القبيل لتشن عدوانا على لبنان أو على المفاعل النووي الايراني.
وفي هذه الحالة سيتنحى السوريون جانبا لئلا يدفعوا ثمنا من جراء ذلك، وهم قد اعتادوا على نهج مماثل في المحطات السابقة. وأوجب المصدر على رئيس مجلس الوزراء إطلاع الناس على مجريات زيارته الى دمشق، وان يتواصل معهم ويصارحهم بكل شيء، وهذا ما بدأ يفعله من خلال جولته على رجال الدين يوم الاربعاء، بمناسبة عيد الميلاد.