- أردوغان يشكر الرئيس السوري لأنه «لا يرى من المناسب أن يكون ساركوزي وسيطاً»
دمشق ـ هدى العبود
وقعت سورية وتركيا في دمشق أمس على 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج عمل للتعاون المشترك وذلك في ختام الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين.
وتتضمن الاتفاقيات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والزراعية والري والأرصاد الجوية والمالية والصحة والصناعة والإعلام والنقل والثقافة والنفط والكهرباء والتعليم العالي والتربية والبيئة والإدارة المحلية والاتصالات والتخطيط.
وكشف الرئيس السوري بشار الأسد، في مؤتمر صحافي مشترك ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، عن دور تركي فيما يخص العلاقات السورية ـ اللبنانية، موضحا أن «قلة من الناس تعرف عن الدور التركي بالنسبة للموضوع اللبناني، والآن أؤكده وقد كان بعيدا عن الإعلام والرغبة في البروز».
يهمني أن أزور لبنان
وأشار الأسد إلى الرغبة في أن تكون العلاقات في المنطقة سليمة وطبيعية ملؤها المحبة والاحترام المتبادل، وقال «قطعت العلاقات في العام الماضي شوطا كبيرا من خلال تطور العلاقات السورية ـ السعودية ومؤخرا السورية ـ اللبنانية وكانت زيارة الحريري ناجحة ووضعت أسس مؤسساتية سليمة».
وفي رده على سؤال حول إمكانية قيامه بزيارة إلى لبنان، قال الرئيس الأسد «من الطبيعي أن تكون في يوم من الأيام.. زرت لبنان في العام 2002 كرئيس»، موضحا «لم توجه الدعوة.. الحكومة اللبنانية حكومة جديدة ربما لديها أولويات داخلية قبل أن تفكر في موضوع العلاقات الخارجية»، مؤكدا «تهمني زيارة لبنان لكن في الوقت المناسب».
وفيما يخص عملية السلام، قال «العالم اليوم مهتم بشكل كبير في عملية السلام أكثر من قبل ويبدو أنها تحتضر»، مضيفا «مع الأسف هي بحاجة للاهتمام ليس فقط عندما تفشل بل عندما تبدأ في الإقلاع أيضا.. لذلك نرى تذبذبا، صعودا ليس عاليا يليه هبوط سريع».
واعتبر الأسد أن سورية وتركيا ليستا متفرجتين أو مشجعتين، وقال «تركيا أحد الأطراف الأساسيين. بحثنا كيفية إخراج عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه»، موضحا أن السبب الأساسي فيما وصلت إليها عملية السلام هو «غياب الشريك الإسرائيلي الجدي الذي يسعى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. نحن أمام شريك وهمي، ولا أدل على ذلك من المصطلحات الإسرائيلية المستخدمة للمناورة والتي أصبحت كثيرة لدرجة أنه لابد أن نحمل قاموس جيب لترجمتها».
واتهم اسرائيل انها تريد هدم اسس عملية السلام عبر مطالبتها باجراء مفاوضات من دون شروط، وتصر سورية على استعادة كامل الجولان المحتل كشرط لاستئناف المفاوضات.
إصرار على وساطة تركيا
واكد نزاهة الوسيط التركي وعدالته وموضوعيته، وقال «كان الوسيط التركي ناجحا ونحن نؤكد على هذا الدور أكثر من أي وقت»، مشيرا إلى أن هذا «لا يعني رفض مساعدة أي دولة مهتمة لكن في الوقت نفسه لا يعني استبدال من نجح بهذه العملية أو تجاوزه تحت عناوين واهية وغير مقبولة».
وفيما يخص العلاقات الثنائية السورية ـ التركية قال الرئيس الأسد «العلاقات السورية ـ التركية أصبحت غنية عن التعريف وما وصلت إليه وحققته جعلها أنموذجا للعلاقات الأخوية بين الشعوب والدول»، مشيرا إلى أن «الانجازات التي حققتها أصبحت ملموسة في منطقتنا في مختلف المجالات وأصبحت واقعا لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بأي حال».
غزة
وفيما يخص موضوع غزة، أكد الرئيس الأسد أن كل من يساهم في حصار قطاع غزة يتحمل دماء الفلسطينيين، وقال «ما يحدث في غزة يؤلم المواطنين في تركيا وفي سورية، ويؤلم كل مواطن مسلم، وكلنا يعرف المواقف التركية، ونحن نتشارك دائما بموقف المطالبة برفع الحصار»، معربا عن شكره للشعب التركي الذي ساهم في قافلة المساعدات التي غادرت سورية أمس الأول متوجهة إلى غزة.
من جانبه، قال أردوغان «أشقاؤنا في سورية يقولون نعم للوساطة التركية غير المباشرة لكن يجب أن تقول إسرائيل نعم وعندها سنكون مستعدين لمواصلة هذا الدور»، مشيرا إلى اتهام إسرائيل له بالانحياز، معبرا في الوقت نفسه عن شكره لـ «الشقيق الغالي (الرئيس الأسد) لقوله انه لا يرى من المناسب أن يكون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسيطا».
وأشار أردوغان إلى الجولات الخمس الماضية من المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل وقال «خمس جولات، وفي الأخيرة، كنت على ارتباط هاتفي مع الرئيس الأسد، ووزير الخارجية (أوغلو) كان على اتصال مع وزير الخارجية وليد المعلم.. وكانت هناك مضايقات في كلمة أو كلمتين، وقلنا سنبحث ذلك يوم الجمعة لكن إسرائيل أمطرت غزة بالقذائف يوم السبت»، متسائلا «من هو الذي يساند السلام ومن هو الذي يعاديه؟».
وأشار اردوغان إلى أنه لا علاقة لإسرائيل في العلاقات العربية ـ التركية وقال «في الوقت الحاضر كل النشاطات غير مرتبطة بإسرائيل، وهي مرتبطة بمجالس التعاون الاسترايتجية التي أسسناها بشكل ثنائي. يجب أن نؤمن ببعضنا البعض ولا أحد يستطيع أن يقطع ذلك سواء في المجالات السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية».
وأشاد رئيس الوزراء التركي بمتانة العلاقات بين البلدين وما تم إنجازه اول من امس من اتفاقيات، وقال إن «سورية بوابتنا إلى الشرق الأوسط وتركيا بوابة لسورية لتنفتح إلى أوروبا وبلد ثان للسوريين».
ولفت أردوغان إلى أن «علاقاتنا الاقتصادية والتجارية وما انجزناه ستكون له انعكاسات بحيث سيصل حجم التبادل التجاري 5 مليارات دولار خلال سنوات قليلة».
وفيما يخص غزة أشار إلى أن عرقلة قافلة المساعدات المتوجهة إلى غزة يعتبر منافيا لحقوق الإنسان، داعيا إلى أن يتحمل كل شخص مسؤولياته تجاه هذا الموضوع وقال «نريد الإحساس من الجميع».